جاسر عبدالعزيز الجاسر
يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1437هـ الزيارة المرتقبة لمصر، والتي تشكل الزيارة الملكية الثانية والعشرين لملوك المملكة العربية السعودية لأرض الكنانة والتي بدأها الملك القائد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل عام 1946م؛ ومن يومها ترسخت العلاقات السعودية المصرية التي توثقت رغم مرورها بحالة من الفتور في فترة لمدة طويلة إبان حكم الرئيس عبدالناصر ثم تجاوزها من قبل الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان أكبر مساند لمصر إبان حرب الاستنزاف والوقوف إلى جانب عبدالناصر الذي كان يعاني من نكسة عام 1967م.
والملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يزور مصر اليوم ليس غريباً على مصر والمصريين، فقد شارك الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 1956 ضمن صفوف القوات المصرية المقاتلة إبان العدوان الثلاثي، حيث توجه هو وأخواه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- والأمير تركي بن عبدالعزيز وثالثهما الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوجيه من الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل.
كما أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قام بالعديد من الزيارات إلى جمهورية مصر مرافقاً لاشقائه ملوك المملكة العربية السعودية لمصر، أو من خلال تكليفات رسمية من قادة البلاد، كما زارها بصفته الرسمية كأميرٍ لمنطقة الرياض ووليٍّ للعهد، إضافة إلى العديد من الزيارات الخاصة، ولهذا فإن الملك سلمان بن عبدالعزيز يكّن المحبة ويحتفظ بالعديد من المواقف والذكريات الطيبة، ولهذا فإن المنطقة العربية قبل مصر والسعودية تتوقع أن تحقق زيارته العديد من الفوائد والإضافات الإيجابية التي تعزز الموقف العربي من خلال تعزيز التفاهم والتنسيق بين عاصمتي القرار العربي، والذي يمثل بلداهما صمام الأمان للأمن القومي العربي وحتى الإسلامي.. فالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هما بحق جناحا الأمة العربية وحائطا الصد الإستراتيجي في مواجهة الأعداء التقليديين والمعاصرين الذين يتلبسون الأثواب الطائفية والعنصرية العرقية.
وبدون أي لبس فإن الحالة الراهنة التي تعيشها البلدان العربية تتطلب أن تنسق المملكة العربية السعودية ومصر كل جهودهما وتتجاوز كل العراقيل التي توضع في طريق تكاملها، لأن أعداء العرب والمسلمين يعون تماماً بأن التفاهم المصري السعودي سيفشل كل محاولات تدمير الأمة العربية وبلدانها وصولاً إلى إلغاء الهوية العربية من خلال تفتيت الدول والكيانات العربية التي للأسف الشديد بدأت تحصل في أكثر من بلد عربي، ولهذا ولكي نحافظ على دولنا العربية فيجب أن ندعم ونعزز مسيرة التعاون والتنسيق وصولاً للتكامل بين السعودية ومصر، ولهذا فإن توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين لا بد وأن يدعم هذه المسيرة التي يجب أن تحظى بالدعم والمساندة ليس من أبناء البلدين فحسب، بل من كل العرب والمسلمين الذين يستهدفون خير وعزة الأمة العربية.