جاسر عبدالعزيز الجاسر
يترقب المصريون والعرب معهم جميعاً بالإضافة إلى العديد من العواصم العالمية المهمة ومراكز الرصد المتابعة الزيارة القادمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية مصر العربية، إذ يشكل أي لقاء بين البلدين المحورين والأكثر أهمية في المنطقة عموماً مناسبة تحظى بالمتابعة والتحليل؛ لما تمتلكه الدولتان من مكونات القوة والتفوق سواء على أصعدة الاقتصاد والأمن والريادة والتأثير الدولي والإقليمي، فالمملكة العربية السعودية ومصر تعدان الآن الأكثر امتلاكاً للقوة العسكرية إذ يشكلان قوة ضاربة في جميع أفرع الأسلحة، إذ يمتلك البلدان مجتمعان أقوى سلاح جوي، فالمملكة العربية السعودية لديها سلاح جوي حديث يمتلك أسراباً من طائرات الإف المتنوعة والتيفون والمدعمة بأنواع متعددة من الطائرات ذات الأجنحة المتحركة والأجنحة الثابتة وناقلات الجند وطائرات الأواكس المراقبة، إضافة إلى الطائرات التي تزود الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو، أما الطيران الحربي المصري الذي تعززت قوته بإضافة طائرات الرافال الفرنسية ذات المهام المتعددة والتي تطير إلى مسافات بعيدة جداً، والطيران المصري يتميز بكثرة الطيارين وبدأ في تحديث طائراته التي تضم خليطاً من الطائرات الأمريكية والروسية والآن الفرنسية، والقوتان الجويتان للبلدين تشكلان مجتمعتين أكبر قوة ضاربة، وقد ظهر في الأشهر الأخيرة تنسيقاً وإجراء تمارين مشتركة مما أوجد تفاهماً يكاد يصل إلى تشكيل قوة موحدة، وهو ما نراه واضحاً في القوات البرية التي تزداد قوتها وأعدادها، وإذ كانت القوات البرية المصرية معروفة بكثرة عددها إلا أنها رفعت من مستوى أدائها وقدراتها القتالية وعززت كل ذلك بتحديث أسلحتها ومعداتها القتالية، أما القوات السعودية فحسب تقارير المعاهد العسكرية العالمية شهدت تطوراً ملحوظاً كبيراً من خلال زيادة عدد القوات العسكرية البرية التي دعمت بمعدات وأسلحة حديثة وشهدت تطوراً وتنويعاً في أساليب القتال من خلال الاشتراك في مناورات وعمليات أوروبية وعربية وآسيوية، وهو ما رفع المستوى القتالي والأدائي للقوات السعودية ظهرت نتائجه في المعارك التي تخوضها القوات السعودية في الحدود الجنوبية وداخل اليمن رغم مشاركة خبراء إيرانيين وأجانب في توجيه بل وحتى قيادة القوات المتمردة على الشرعية في اليمن.
السلاحان الجوي والبري السعودي والمصري اللذان يشكلان القاعدة الأساسية لأي تفوق عسكري يتعززان بصورة جيدة من خلال امتلاك البلدين سلاح دفاع جوي متميز مزود بمعدات حديثة، حيث يمتلك البلدان صواريخ حديثة جداً، فالمملكة تمتلك العديد من بطاريات «باتريوت» التي تعد أفضل الصواريخ التي تعترض الصواريخ والطائرات المعادية، وهذه الصواريخ معززة بوحدات وبطاريات من الصواريخ والمدافع المضادة، تشكل ساتراً يحصن أراضي المملكة العربية السعودية الشاسعة، وقد أثبتت الصواريخ السعودية قدرتها في تحصين الأرض والسماء السعودية إبان حرب الخليج الثانية ومحاولات العدوان التي تشنها عصابات الحوثي بإطلاقها صواريخ جراد من داخل اليمن صوب الأراضي السعودية.
قوة الدفاع الجوي السعودي يضاهيها ويماثلها سلاح الدفاع الجوي المصري الذي يمتلك بطاريات وصواريخ متقدمة جداً يجعل من السماء والأرض المصرية مؤمنة جداً، وتكامل هذين السلاحين يشكلان قوة عربية لا يستهان بها، وهو نفس التقييم بالنسبة لسلاح البحرية في البلدين، إذ تتميز مصر بامتلاكها سلاحاً بحرياً متقدماً يمتلك العديد من البوارج البحرية والغواصات.
وأخيراً تعزز بالحصول على حاملة طائرات مروحية من فرنسا، وهذه القوة البحرية بتعاون القوات البحرية السعودية التي هي الأخرى تتطور وتمتلك فرقاطات وبوارج حديثة جعلتا السعودية ومصر تسيطران بجدارة على مياه البحر الأحمر، وقد استطاعتا منع أي تدخل إيراني لمساعدة عصابات الحوثيين في اليمن.
في هذا المستهل عن حديثنا عن زيارة خادم الحرمين لمصر، بدأنا بأهمية التعاون والتنسيق لتعزيز القوة العسكرية للمنطقة والأمة العربية كون البلدين الأهم والأكثر قدرة على قيادة المنطقة والعرب في هذه المرحلة.
غداً نستكمل مراحل القوة العربية التي تختزنها المملكة العربية السعودية ومصر.