صيغة الشمري
أستغرب كيف يغضب السعوديون من بعض المثقفين العرب الذين ينقلبون فجأة ضد السعودية ويشتمونها ويقللون من مكانتها بعدما كانوا يمتدحونها ويثنون على كل شيء فيها، بدءاً من قيادتها وانتهاء بأصغر مواطن فيها، مدح وفير، وثناء منقطع النظير، تغير موقف أي إعلامي عربي ضدنا أصبحنا نعرف سببه وندرك أبعاده ولم يعد يمثل لنا مفاجأة،
أبسط مواطن سعودي في أقصى هجرة بالسعودية يعرف سبب شتم هذا الإعلامي أو ذاك المثقف لنا ولقادتنا، وسيجيب بحركة من يديه تشير إلى قفل صنبور المال، لا يجب أن يلام هؤلاء المثقفون أو الإعلاميون على تقلب مواقفهم كونهم تعودوا على مستوى معيشي معين، ولا يستطيعون العيش بأقل مستوى منه تحت أي ظرف، هم لا ينظرون لها من باب الشرف المهني والأخلاق بشكل عام، بل على العكس، يرونها من صميم الأخلاق أن أكون مالك قناة فضائية أو أي وسيلة إعلامية وأكيل لك المدح والثناء مقابل أن تعطيني مالاً يغطي تكاليف مشروعي الإعلامي ويغدق علي ربحاً وفيراً، لذلك لم يجد حرجاً (محمد الهاشمي) في الانقلاب على السعودية والقيام بشتمنا بطريقة لا تنم عن شخص يملك أخلاقاً من الأصل، عدا كونه يملك أخلاقاً مهنياً تمنعه من شتم أناس كانوا يتفضلون عليه ويمنحونه هبات من حُر مالهم مهما كانت الأسباب، الهاشمي يمن علينا ما كان يقوله عنا في قناته ذات الغرفة الواحدة، ولا يريد منا أن نذكره بأموالنا التي كانت تدعمه، قمة النذالة وعدم الضمير، إما أن تعطوني مالاً أو أقوم بالتطاول عليكم، وقد كنت أحسب أن هذا النوع من الإعلاميين المأجورين قد انقرض ولم يعد له وجود، لكن للأسف، خرج الهاشمي لينسف كل المواثيق والأخلاق والمهنية، اقرأوا تغريدات محمد الهاشمي قبل أن يتم قفل الصنبور عنه وهو يتغزل بحب بلادنا وشوقه لها وأفضالها وأهميتها في الوحدة الإسلامية والعربية، محمد الهاشمي وأمثاله من الإعلاميين الذين يظنون أن ما يقولونه في قنواتهم يستحق الشراء والدعم هم أعداء محتملون ودعمهم خطأ من الأساس يجب تصحيحه، لأنه من الأساس لم يكن صادقاً في مدحه مثلما هو صادق في حقده وكرهه لبلادنا، قلة قليلة من الإعلاميين العرب الذين يحبون السعودية والخليج، هكذا لله دون مصالح ومتطلبات مالية ضخمة، يجب التيقن أنك مهما أحسنت للكلاب لا بد أن يأتي يوم من الأيام وتنبح عليك!
ليت الهاشمي كان يعلم أننا لم نفرح بمدائحه لذلك لم يحزننا نباحه!