عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة قد تكون التهنئة بتأهل المنتخب السعودي الأول لكأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم 2018 مؤقتة وغير مقنعة ولكن لغة الأرقام تجعلك تفرح وتبارك بالتأهل والتربع على رأس المجموعة التي اعتبرها ثاني أضعف مجموعة بعد مجموعة تايلاند والعراق.
وبالعودة الى مسيرة المنتخب في هذه التصفيات نجد انه لم يخسر اي لقاء، وكان الأبرز فوزه المثير على المنتخب الفلسطيني في اللقاء الذي أقيم في الدمام 3-2، وما عدا ذلك فجميع اللقاءات كانت عادية وبرتم عادي، ففي شوط يكون المستوى متوسطا والشوط الآخر باهتا، وكل المحللين اعادوا ذلك اما للاجهاد أو للاطمئنان على نتيجة المباراة.
والحقيقة انها ليست هذه ولا تلك وانما هو هبوط مستوى اداء اللاعب السعودي وتراجع مستواه بصورة غير مسبوقة ناهيك عن غياب المواهب.
لقد ذهب كثير من الناس وعلل سبب تراجع اداء لاعبي المنتخب الى ان تفكير اللاعبين ينصب على تقديم الافضل في ناديه وليس في المنتخب باعتبار ان مصدر رزقه وتأمين مستقبله هو النادي وليس المنتخب وهذه من وجهة نظري ليست عين الحقيقة فاللاعب السعودي اليوم محترف فقط في توقيع العقود والظهور الإعلامي ما عدا ذلك فهو بعيد كل البعد عن عالم الاحتراف والذي لم يؤسس ويوظف بطريقة صحيحة فلا برنامج غذائي ولا اوقات تمارين منظمة ولا اهتمام بصحة اللاعب العامة ولاجدول مقياس لأدائه فكل مافي الامر قص ولزق وتنافس على توقيع العقود باهظة الثمن واستغلال مديري الاعمال للاندية وإداراتها قليلي الخبرة ناهيك عن الظاهرة الصوتية لإثبات وجود من لا يمكن أن يكون له موقع أو مكان في خارطة كرة القدم بكاملها لقد أدت جميع العوامل سابقة الذكر الى المستوى الهزيل وغياب المتعة في أداء لاعبينا بصفة عامة ولم يعد لدينا من نعول عليه أو نأمل منه ان يكون العوض في ما فات والمتوقع ان يكون القادم أمر وأصعب، فالعالم وخاصة من حولنا تعمل وتخطط وتحقق وتسعى للمصلحة العامة راميةً جميع خلافاتها خلف ظهرها لمصلحة رياضة بلادها، ونحن مع الاسف لا زلنا نعيش في اجواء متخلفة وغير صحية نتيجة التناحر الداخلي على تفاهات الامور مثل اطلاق المسميات والصراع على عدد البطولات والتشكيك الدائم في نوايا وذمم العاملين في المنظومة الرياضية بدون إثباتات والتشهير بكل من يخالف الرأي باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي وكل هذا يدفع بنا للتراجع وعدم مواكبة الآخرين، وهذا ما يجب ان يستمر وكل مسئول ومؤتمن على عمله من واجبه محاربة كل من يحاول اجهاض مجهودات الآخرين والعاملين وإبعاده، فالتعصب سرطان ينخر في منظومة رياضتنا ويقف عكس الهدف الاسمى من الرسالة الرياضية التي يجب أن تجمعنا ولا تفرق بين ابناء البلد الواحد بلد الحزم والعزم.
رئيس داخل الرياضة غلط
قد نختلف ونتفق حول عمل أي شخص سواء باجتهاده أو بعلم يحمله وان اخطأ فكلنا خطاؤون ولا ندعي الكمال، ومن الطبيعي ان من يعمل لابد ان يخطئ ويكون معرضا هو وعمله للنقد بين مؤيد ورافض ولكن الامر غير المقبول والمقزز احياناً هو إطلاق العنان والتباهي بإطلاق الفاض وكلمات غير لائقة بل خارجة عن الأدب العام فزلة اللسان واردة والخطأ وارد ولكن الاستمرار ومواصلة البجاحة والبعد عن احترام الآخرين دليل واضح أن من يسلك هذا المبدأ ويختار هذا الطريق إما انه لا يفرق بين العيب والصح أو ان تربيته كانت من خلال هذه الكلمات المسيئة فبعد نعت احدهم لرجال ناديه ومن لم يكن مقتنعا منهم بشخصه بقوله (انصاف الرجال) وقد لا يعي ولا يفقه معنى هذه الكلمات والا لما تجرأ على ذكرها، ومن بعد ذلك يتهم وعلى الملأ ان هناك فسادا في المنظومة التي هو اليوم جزء منها واذا كان الفساد مستشريا وموجودا فلماذا تستمر أيها النزيه في منظومة فاسدة؟.
وأخيرا وليس آخراً في تصوري إن لم يتم ايقافه عند حده اثر ما قاله قبل ايام ونعته لمنسوبي اتحاد اللعبة بكلمة (غبي وضعيف) واذا ما اعتبرنا كلمة ضعيف كلمة عادية ولا يوجد خلاف عليها والضعف امر مختلف بين شخص وآخر ويعود الى شخصية الانسان وما وهبه الله من امكانيات ولكن كلمة (غبي) هذه الكلمة السوقية والتجاوز اللفظي الصارخ والتي ليست الاولى لهذا الرئيس الذي اقل ما قال كلمته المشهورة لجمهور ناديه استطعنا ولكن لم نستطع ان مثل هذا التطاول على اعضاء واشخاص حتى ولو اختلفنا على أدائهم وعملهم غير مبرر وغير مقبول، ويجب ان يعي هذا الرئيس وغيره ان اقل واحد منهم يحمل من الشهادات العلمية ما يجعلنا نفتخر به وجميعهم مسجلون نجاحات في اعمالهم الوظيفية ما يفوق ما يملكه وما أنجزه ذلك الرئيس وشيكه المفتوح (الوهمي)، لقد تمادى وتطاول هذا الشخص في تصاريحه معتقداً عدم وجود من يلجمه ويوقفه عند حده بل ابعاده عن منظومة أكبر من حجمه الذي دخلها بالغلط فرسالتها وهدفها يختلف كلياً عن نهج وثقافة وادب هذا الرئيس الذي لا يعي ما يقول.
نقاط للتأمل
- انتهى لقاء منتخبنا والابيض الإماراتي بالتعادل العادل وخرج المنتخبان «حبايب» ولم يكن مستوى المنتخبين مطمئنا أو مقنعا ولكن الاهم تحقق وتأهلا الى المرحلة القادمة من التصفيات النهائية لكأس العالم بعدما ضمنا كل منتخب التواجد في كأس آسيا 2019 وكان الاميز في اللقاء روح الأخوة والمحبة الذي طرزها البداية بتيفو حمل الشعار الابرز لدى العالم جميعا (الحزم والعزم).
- يقول اللاعب الخلوق تيسير الجاسم بعد لقاء الاخضر مع شقيقه الاماراتي انهم فقدوا التركيز في الشوط الثاني وذلك لقوة المنتخب الاماراتي، وكذلك عزا هبوط المستوى إلى تراخي بعض اللاعبين بسبب ضمان التأهل.. بالله عليكم أي عقلية احترافية يحملها هؤلاء اللاعبون وهل تعولون عليهم وهذا هو الفكر الذي يحملونه ولكن انه زمن الاحتراف والمادة والسناب شات.
- قال أحد الزملاء الاعلاميين من خلال مقالة إن ذلك الرئيس غلبان وان الحلول لديه محدودة فقوم الدنيا ولم يقعدها حتى وصل به الامر انه قرر مقاطعة ناديه لبرنامج الاعلامي وفتح الابواب لأنصار ناديه للهجوم على ذلك الاعلامي رغم ان كلمة غلبان لا تحمل في اطارها العام أي اساءة اما كلمة (غبي) فيعتقد ذلك الرئيس انها عادية حسب نهجه، لكن الغلط ان الرياضة وخاصة الاندية اصبحت مأوى والعمل بها وظيفة لمن لا وظيفة له.
- بعد منافسات المنتخب تعود عجلة دوري عبداللطيف جميل اليوم بلقاءات هامة وقد تكون شبه مفصلية وقد يكون ابرزها ديربي جدة الذي يقام غداً الذي من خلاله يحدد مدى استمرار المنافسة على بطولة الدوري خاصة من جانب فريق الاهلي كذلك يعتبر لقاء النصر بالتعاون مهما جدا لاستمرار التعاون في المراكز المتقدمة ومحاولة النصر لتحسين مركزه الذي لا يليق به كبطل لآخر موسمين.
- جميع منتخبات العالم يكون اللاعبون المتواجدون هم الافضل والابرز ونجوم دوري البلد الا لدينا فمعظم اللاعبين احتياط في انديتهم وبعضهم لا نشاهده الا من خلال المنتخب وما ضم المهاجم الهارب الا اكبر دليل رغم محاولة ادارة المنتخب اقناع الرأي العام بغير ذلك ولكن راح الصعب والقادم أصعب ويحتاج الى اكثر تمعن وعمل وتخطيط، فالمنتخبات القادمة ليست ماليزيا ولا تيمور الشرقية.
- غريبة تهديد الاتحاد الدولي لنادي الوحدة بسحب نقاط من رصيده وهبوطه للدرجة الاولى بسبب مستحقات لاعب ومدرب فهل نادي الوحدة الاول والوحيد حتى يتم التعامل معه بهذه القوة؟ اين الاتحاد الدولي من الأندية التي عليها 15 و20 شكوى؟ اين الاتحاد المنصف عن حقوق اكثر من 10 لاعبين على ناد واحد؟ أين اتحاد اللعبة العالمي عمن في ذمته أكثر من مئة مليون حقوق للاعبين ومدربين؟ سبحان الله لكن مقيوله: (اذا حبتك عيني ما يضيمك الدهر) كله يعود إلى اتحادنا العزيز.
خاتمة:
من يتجاوز عن الاساءة لا يعني انه عاجز عن ردها ابدا لكنه عرف قدر المسيء فتجاهله وعرف قدر نفسه فارتقى بها.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما التقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.