عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يعد في دوري جميل أي نوع من أنواع المتعة الكروية عطفا على المستويات الباهتة والصادمة خاصة من الأندية المنافسة على تحقيق اللقب وإذا كان زعيم الأندية ومتصدر الدوري لأطول فترة الهلال يخسر حتى الآن اربعة لقاءات ويتعادل مع فرق تقبع في المؤخرة ويفوز بصعوبة فهل يحمل هوية البطل؟ ..لا أظن ذلك وهو مرشح لخسارة المزيد من النقاط في اللقاءات القادمة.
أما الفريق المتصدر الآخر وهو الأهلي وهو البطل غير المتوج من الموسم الماضي وأقل الفرق خسارة ولكنه بطل التعادلات في اللقاءات الحاسمة والمهمة وقد يبرز تعادله الشهير في اللقاء قبل الأخير مع فريق التعاون ومشكلة الأهلي انه حصل على عدة فرص منحت له من قبل الفرق الأخرى والمتمثل في تعطيل زحف الفريق الهلالي إلا إنه لم يستغلها، وقد يعود الأهلي للتوهج من جديد وإن كنت أعتقد انه لا يحمل صفة البطل.
وثالث هذه الفرق الاتحاد الذي نخرت ولا زالت تنخر المشاكل داخل منظومة العمل، وقد يكون انشغال إدارة النادي في أمور هامشية وعدم التركيز على الفريق جعله عرضة لمزيد من التراجع والتقهقر، وقد كان ذلك جلياً أمام الفتح مؤخراً والقادسية قبل ذلك فقد انشغلت إدارة النادي بمشكلة اللاعب مع المنشطات رغم انه مضيعة للوقت، فالأمور واضحة واللاعب اصلا خارج الخدمة، ولا يعني للفريق أي شيء، كذلك الانشغال وتركيز الجميع على إعادة مباراة القادسية فمثل هذه الامور تشتت وتشغل اذهان اللاعبين وتقلل من عزيمتهم، وهذا ماكان واضحا في لقاءات الفريق الاخيرة وفي النهاية نجد ان من يصارع ويقاتل من أجل التتويج بطلا لدوري جميل غير مميز وليس منفردا بأي خاصية أو ميزة يجعله بطلا عن غيره، فالبطولة مرشحة ان تذهب لغير مستحقها والله اعلم.
النصر وش بقي ماظهر؟
اضافت مباراة الفيصلي الاخيرة مع فريق النصر مزيدا من الصدمة والاسى لجميع النصراويين بعد ما شاهدوا وتأكدوا من خلال اللقاء ان فريقهم اصبح اكثر من وديع ولم يعد يحمل القيمة الفنية التي من خلالها يخيف أو يرعب خصومه ومنافسيه بل أصبحت الاندية بكاملها تتطلع للقاء النصر لتصلح أوضاعها وتكسب النقاط من خلال فريق النصر المتهالك الذي يئس منه عشاقه وهذا واضح من خلال الحضور الجماهيري لمباريات الفريق.
وعودة للقاء الفيصلي الذي لعب أكثر من 53 دقيقة ناقصا لاعبين تم اقصاؤهم وطردهم في وقت واحد كان الكل بعدها موعودا بمهرجان اهداف وخسارة قاسية لأبناء حرمة الا انه الواقع فرض نفسه وأنصف الفريق الاجدر والمجتهد وخرج متعادلا رغم انه كان متخلفاً في النتيجة قبل طرد لاعبيه، وهذا اللقاء يؤكد ويبرهن على ماتم ذكره وتوضيحه حول ضعف امكانات لاعبي الفريق النصراوي وخاصة خط الظهر والحراسة، وان الاستقطابات والتعاقدات ماهي الا فرقعة اعلامية وتضخيم لا فائدة منه الا مزيداً من هدر الوقت والمال، والاسوأ من ذلك هو محاولة إيهام المدرج.. إن التركيز منصب على الآسيوي وكأس الملك وهنا نقول فريق بكامل عدته وعتاده لم يتجاوز فريق ناقص لاعبين وهو من الفرق المتوسطة فكيف سيتجاوز الاندية الآسيوية والاندية السعودية التى في المقدمة؟
حقيقة لم أعد أفهم بأي لغة تتحدث إدارة النادي ولم أعد أعرف عن قناعاتها فيما تتحدث عنه وهل هو استغفال للجماهير أم عدم ادراك لما تصرح به هذه الإدارة؟ ولكن لا اقول الا ان شاء الله انه لطف بهم البارح أمام المنافس التقليدي والجار الأميز.
نقاط للتأمل
- القادسية يعطل الهلال والفتح (ينشب) للاتحاد والاهلي يتجاوز الشباب بثلاثية كانت قابلة للزيادة تؤكد استمرار لعبة الكراسي بين الثلاثي الأميز عن البقية ولكن لا أحد منهم يحظى بتميز عن الآخر، فالكل مرشح لأن يخسر مزيدا من النقاط والابتعاد عن التتويج فالكل أصبح يترنح.
- أكد فريق الفيصلي بشبابه وقلة خبرة لاعبيه تدهور وانهيار الفريق الأصفر وأصبح النصر مرشحا لمزيد من التراجع في سلم الترتيب وتعادله الأخير مع فريق يلعب بتسع لاعبين ثلاث ارباع اللقاء يؤكد انه لم يعد ينفع اي دعم جماهيري أو شرفي وأكرر ما سبق ان قلته وأكرره ان الإدارة (فترة) وانتهت ورحيلها الحل الأمثل فقط.
- كشفت مشكلة مباراة الاتحاد والقادسية وما صاحبها من أخطاء تحكيمية عن تخبط لجان الاتحاد وضعف وتهرب كل لجنة وموقف المتفرج من قبل رئيس الاتحاد الذي دائما ما يميل للمثالية والسعي لكسب ود الجميع بغض النظر عن حقوقهم والأسوأ من ذلك التراشق والتطاول ما بين الأعضاء وبعض الحكام والمقيمين على رئيسهم والله المستعان دائما.
- تصدر اللاعب جيلمين ريفاس لهدافي الدوري بـ17 هدف ويليه عمر السومة بـ13هدفا ثم ادواردو بـ12هدفا ثم ايفولو بـ9 اهداف ثم التون بـ8 اهداف يعني أن الخمسة الهدافين الاوائل جميعهم محترفون اجانب، وهذا دليل دامغ ان دورينا لم يعد يشهد هدافا ومهاجما صريحا سعوديا وان المواهب قد اندثرت، والرقم مرشح للزيادة في ظل تدهور وضع الاندية واتحادها المنتخب.
- لظروف الطبع لا أعلم ماهي نتيجة لقاء الديربي العاصمي بين الزعيم والعالمي ولا ماصاحبها من احداث وكل ما آمله ويأمله الكثيرون ان يكون لقاء متعة واثارة بغض النظر عن النتيجة ولو انني اتوقع ان الزعيم قد حسمها لصالحه فهو يتفوق على منافسه في كل شيء وفي جميع الخطوط ولكن اتمنى الا تكون نتيجة كبيرة فالتاريخ سيسجل ولا يرحم وبعدها لايمكن لنقاش وطرح أي مبرر.
- تصريح اللاعب وحارس الفريق حول زملائه ومدربه وتقييم مستوياتهم امر محير ودليل دامغ ان في النادي (حاره كل من ايده آلوه) ويعود ذلك لعدم مقدرة الإدارة على تطبيق الأنظمة والقوانين مع اللاعبين لأنها لم تطبقها على نفسها ولم تلتزم بالعقود التي التزمت بها ولم تقدم ولو الحد الأدنى مما عليها من مسئوليات وواجبات وهنا يجب ان نتوقف كثيرا ونؤكد ان اللاعب أصبح أقوى من إدارة ناديه التي لا تستطيع مواجهته بل تحاول التهرب والاختفاء عن الأنظار.
(خاتمة): الحياة قاسية ولكن تلينها الأخوة والصداقة والمحبة وصفاء النفوس، فبعض الأشخاص وطن يجعلونك تكتفي بهم عن كل البشر.
- وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما التقيكم في كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.