م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
الفرد ذكراً كان أو أنثى صغيراً أو كبيراً له مساحة يؤثر فيها ومساحة أخرى تؤثر فيه لكنه لا يؤثر فيها.. والمطلوب من الفرد كي ينجح أن يعمل في المساحات التي يؤثر فيها ويترك المساحات التي ليس له عليها تأثير.
إذا الناجح هو من يعمل وينشط في المساحات التي تقع تحت تأثيره.. أما الفاشل فهو من ينشغل بالمساحة التي لا يملك فيها تأثيراً.. وسوف تجد أن الذي يعمل ضمن مساحات تأثيره أكثر اهتماماً بالوقت وأكثر حرصاً على الإنجاز وله أهداف محددة في كل مرحلة.. بينما الذي ينشغل بالمساحات التي هي خارج نطاق تأثيره تجده بلا أهداف ميالاً للكسل والتبرير وإلقاء اللوم على الآخرين.
الموظف الذي ينشغل بأن مديره لا يحبه وزملاؤه يحاربونه.. أو طالب الجامعة الذي يرى في أستاذه أنه مريض نفسياً ويتحداه شخصياً.. أو الآخر الذي يرى أن الحظ يتجنبه وأن سوء الطالع يترصد له.. ثم يجد التعاطف من أهله وأصدقائه هو ضحية لهم لأنهم بذلك التعاطف يبررون له فشله الذي هو نتيجة انشغاله بالدائرة الواقعة خارج تأثيره.. ولم يعمل على توجيه جهده نحو العمل في دائرة تأثيره ونام على وسادة تعاطف المجتمع السلبي.. هذا النموذج من البشر كيف سيستيقظ ومحيطه يعامله كضحية؟
يجنح الإعلام وبعض كتاب الرأي ويسحبون من ورائهم الناس في المجالس إلى تصوير رجل الأعمال باللص.. وطالب العمل بالمغلوب على أمره والضحية للأجنبي العامل.. وأن رجال الأعمال يفضلون الأجنبي على السعودي.. رغم أن الحقيقة هي أن رجل الأعمال مواطن يهمه نجاح بيئة العمل التي ينشط فيها حتى ينجح هو أيضاً.. وأن ما يطلبه يتلخص في جودة الالتزام وكفاءة الأداء. الشركات تبحث عن المؤهل الكفؤ.. كما ترحب بطالب العمل حتى لو كان أقل تأهيلاً لأنها هي التي ستقوم بتأهيله.. لكن إذا كان الشاب غير ملتزم في دوامه وقيم العمل لديه مشوشة ولا يبذل الجهد الكافي لكي يتعلم.. وفوق كل ذلك يتم تجييشه وتأليبه ضد الأجنبي وضد رجل الأعمال الذي يعمل عنده.. هنا نتساءل: كيف سيتعلم هذا الشاب في بيئة يعاديها؟
يجب أن نكف عن إرسال الرسائل الخاطئة للشباب.. وأن نكف عن خداعهم وتخديرهم بمبررات ليس فيها ما يعود عليهم بالنفع حتى يطوروا ذواتهم ويؤهلوها لتكون ذات قيمة.. فقيمة كل امرئ ما يُحْسِن.