م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- ربما تظن أنك أنت المستهلك لكن في حقيقة الأمر أنت البضاعة التي تُباع وتُشترى.. هل سألت نفسك لماذا تقدم جوجل واليوتيوب ولينكد إن وتويتر وفيسبوك خدماتها مجاناً لك؟.. أنت بكل تأكيد لست أحد عملائهم المستهلكين وإلا لوصلتك فاتورتهم لقاء خدماتهم لك.. أنت في الحقيقة المنتَج أو البضاعة التي تبيعها لعملائها الحقيقيين وهم إدارات التسويق في الشركات التجارية والأجهزة الأمنية لدولها.
2- إنهم يعرفون اسمك وعمرك وعملك ولديهم صورتك وصور أهلك وأصدقائك.. ويعرفون مشترياتك واهتماماتك المهنية والفكرية العلنية منها والسرية.. بما في ذلك مراسلاتك ووثائقك وكل ما يتصل بك من مستندات أو مخاطبات هي لديهم.. وإن أردت المزيد فإن مسودات تلك المخاطبات الصادرة منك أو الواردة إليك هي أيضاً لديهم.. بل ويعرفون مسارك اليومي أين كنت وأين ذهبت!.
3- لو حاولت قراءة سياسات الخصوصية وشروط الاستخدام لأي موقع إليكتروني ستجد أنك أمام عشرات الصفحات المكتوبة بخط تصعب قراءته.. فمثلاً في سياسات الاستخدام المشروط في موقع «لينكد إن» كُتب التالي: أنك تمنح الموقع حقاً غير حصري ونهائياً ودائماً وعالمي النطاق، وغير محدود، وقابلاً للتحويل والترخيص لطرف ثالث، ومدفوعاً بالكامل ومشاعاً، كي ننسخ ونحرر ونُحسِّن ونوزع وننشر ونحذف ونحتفظ ونضيف ونعالج ونحلل ونستخدم ونبيع بأي طريقة معروفة الآن أو يتم اكتشافها في المستقبل، أي معلومات تقدمها للموقع سواء بش كل مباشر أو غير مباشر.!
4- إنها البيانات يا سيدي.. البيانات هي آبار النفط الجديدة كما يقولون.. فهي مصدر الثراء المستقبلي.. البيانات التي تعرف عنك كل شيء وكل ما يتصل بك فتكون مادة تتهافت عليها شركات التسويق لأنها تحدد اهتماماتك من خلال تحديدها للمواقع التي تزورها بحثاً عن منتج أو خدمة أو معلومة.. ألا ترى أنهم يغرقون صفحاتك الشخصية بإعلانات مواد قررت اقتناءها أو أماكن قررت زيارتها وكأنهم يقرؤون أفكارك!.. ألا ترى أنك إذا فتحت خريطة جوجل فسوف ترى مكانك على خريطة العالم وبنسبة انحراف صفر في المائة.. ثم ألا ترى أنك دون أن تكون على أحد رفوف الشبكة العنكبوتية فأنت بلا وجود؟!.. فكر في الأمر وستدرك حتماً أنك أنت البضاعة.