د.عبدالعزيز الجار الله
تناول وزير التعليم د. أحمد العيسى حال التعليم من خلال مقال نشره بعنوان (تعليمنا إلى أين) انطلق من زمن وزير المعارف السابق د. محمد الرشيد يرحمه الله عام 1416هـ وقال د. أحمد العيسى: (واليوم بعد أكثر من 20عاما على تلك المحاضرة يحق لنا أن نتساءل مجددا (تعليمنا إلى أين)؟، نعم تحقق الكثير في عهد الوزير الرشيد رحمه الله وفي عهد الوزراء الذين جاؤوا من بعده:
- انتشرت المدارس وانخفضت الأمية إلى مستوى قياسية.
- تطورت المناهج وارتفعت قيمتها العلمية والمهنية.
- تحسنت البيئة المدرسية في المدارس الحكومية والأهلية و زادت حصة التعليم الأهلي.
- ارتفع الاهتمام بالموهوبين وتحسنت نتائج طلابنا في المسابقات الدولية.
- نشأت مؤسسات جديدة تدعم نظام التعليم مثل موهبة وشركات تطوير التعليم و هيئة تقويم التعليم ومركز قياس.
إلى غير ذلك من الإنجازات الظاهرة والخفية في مسيرتنا التعليمية، (انتهى جريدة الحياة 20مارس 2016م).
في الواقع ما ذكره الوزير العيسى في التقديم ليس جميعها إنجازات، وندرك أن أدبيات الإدارة أن لا يذكر أو يحمل الوزير الأخطاء السابقة الوزراء الذين سبقوه لذا ذكر د. العيسى صراحة أنها إنجازات قد تحققت، لكنها في الواقع هي ورقة عمل لوزير التعليم، وحتى لا نبخص من عمل من الوزراء تحققت بعض الأهداف لكن الكثير منها بقيت على شكل برامج ومشروعات لم تنجز وإن كانت قائمة على أرض الواقع، لكن لم تحقق أهدافها، الساطع في الأمر أن الدولة ضخت لهذه المشروعات المليارات، وقدمت الدولة بسخاء للتعليم في العشرين سنة الماضية الأموال الطائلة وبخاصة بعد عام الألفين) 2000 (م حيث توجهت ميزانية الدولة للتعليم العام والجامعي, وتحصل التعليم على فائض الميزانية السخي كان بإمكان الوزراء أن ينجزوا معظم مشروعات التعليم والقفز به إلى مرحلة متقدمة.
من واقع النتائج والأرقام ما تناوله الوزير العيسى ليس إنجازات بشكل مجمل بل هي مشروعات قدر لبعضها أن يحقق نسبة من النجاح وأخفق البعض في تحقيق الهدف الأدنى من المشروع، فالأمر ليس مرده نقص الامكانات المالية بل هناك إغداق في الصرف، أيضا ليس في اختيار الكفاءات الوزارية فالوزير في حالات يعد ضمن الإدارة السياسية وحالات أخرى مسؤول تنفيذي ينفذ سياسات عامة، لكن هناك إدارة خلفية هي من يحرك عمل الوزارات هي الإدارة الوسطى من نواب الوزراء والوكلاء ومديري العموم - في التعليم - مديرو التعليم في المناطق والمحافظات هؤلاء هم من يمسك بمفاصل الوزارة والقادرين على نجاح المشروعات أو إخفاقها.