د.عبدالعزيز الجار الله
مساعدات السعودية للشعب اليمني ليست وليدة الحرب؛ فهي ضمن السجل التاريخي الطويل للمنطقة وبخاصة التاريخ المعاصر، لكن في حرب عاصفة الحزم أخذت طابعا مختلفا؛ حيث ضخت السعودية المليارات خلال مدة عام, كما أنها ذهبت مباشرة للشعب اليمني وللحكومة الشرعية، وأيضاً عبر الأمم المتحدة، مساعدات عينية ترتبط في تحسين المعيشة والعمل بلغت حتى ديسمبر عام 2015م حوالي 1.55 مليار ريال، قدمت فقط عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مما جعل السيد جون قنج ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية يصرح بالقول: إن المركز استطاع أن يتبوأ مكانة عالمية مرموقة لدى الأمم المتحدة، وإنه يطبق القانون الدولي الإنساني بكل احترافية، وإن المركز يحرص أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن.انتهى.
المملكة لم تتردد لحظة واحدة في مساعدة اليمن التي يربطنا به أهم وشائج أخوة الدين والعروبة والجوار، رابط الدم والجوار الجغرافي والروابط الدينية والتاريخية المشتركة, ومسؤولية نشر الإسلام «تبليغ الرسالة». كذلك أقامت الجاليات اليمنية اجيالا متعاقبة استضافتهم السعودية للإقامة والعمل والعيش والتجارة, فاليمني مرحب به في جميع المدن السعودية دون استثناء.
في التاريخ الحديث عند تأسيس الدولة الحديثة لليمن والسعودية، وأيضاً في التاريخ المعاصر تحولت السعودية إلى المكان والبلد الآمن للشعب اليمني حين يتعرض للاضطهاد، وفي الحروب السياسية والاقتتال بين الاقاليم أو المتنافسين من السياسيين اليمنيين تكون السعودية الخيار الأول للجوء بكثافة عددية، وطلب العون كما في عاصفة الحزم عندما سيطر على الدولة اليمنية حزب انقلابي الحوثي وقوات المخلوع صالح، مما اضطر القوات السعودية والعربية لدخول الحرب وعودة الشرعية وكانت السعودية الملاذ وجهة المساعدات.
طريق المساعدات السعودية لليمن لم يكن ممهداً وسهلاً؛ فالمليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح كانت تعترض المساعدات وتقطع الطريق من أجل الاستحواذ عليها ومن أجل تشويه العمل الانساني الذي يقوم به مركز الملك سلمان, تقصف قوافل المساعدات الطبية والغذائية، وتشدد الحصار على المدن، لتزيد من أوجاع المدنيين، تمنع المساعدات لخلق حالة استياء من حرب التحرير وافشال الحكومة الشرعية. لكن الشعب اليمني بكل أقاليمه تعافى من غمة كانت تحجب عنه النور والهواء، غمة الحوثي وصالح، كما يعلم أهل اليمن من التجربة أن التحالف العربي جاء لإعادة الشرعية وإصلاح حال اليمن، ويعرف أهل اليمن أن جماعة الحوثي وصالح مجموعة لصوص مارقين اختطفوا اليمن، كما أدرك أهل اليمن جيداً أن مستقبلهم مع الحكومة الشرعية ومع السعودية ودول الخليج والتحالف العربي والشرعية الدولية.