سام الغُباري
- «جواس» قادم!، أنت تعرفه جيداً، وتتذكر رصاصاته في رأس أخيك، لم يعد جواس وحيداً ومطارداً برغبتك في النيل منه، إنه الآن يحفظ طريقه جيداً، طريق صعدة، وقد وصل ذات يوم إلى رأس المتمرد السابق، وسيصل مرة أخرى، وأعتقد أنه ممتلئ بالرغبة الأكيدة للثأر لكل الجنوب وتعز ومأرب والجوف وذمار وعمران، جواس مخول من كل الملايين الذين قتلتهم وشردتهم، من مهجري دماج وحجة وصعدة، وكل الذين هدمت بيوتهم وسرقت سياراتهم، وأممت وظائفهم، من كل الجنود الذين سرحتهم، وقتلتهم في حروبك الست وما بعدها، من كل شيء يئن تحت وطأة عصابتك المجنونة، فاهرب.. أنت أعقلهم وترى أن كل هذه الهيستيريا التي تؤلفها وتحكيها وتنسجها مجرد ترهات عقيمة لن تنفعك إذا أقبل الجحيم إليك، فـ(جواس) لا يعرف الرحمة، وقد صار أكثر اليمنيين مثله، نسخة منه، قلوبهم مشغولة بالثأر منك ومن عصابتك التي قالت: إنها (مسيرة قرآن) وأنتم لا تعرفون السماء ولا الله، ولا حتى هُبل ولا تعترفون بكل الطُهر الذي تناقل عبر مئات السنين إلينا ولا بكل الأوغاد الذين جاؤونا من بلاد بعيدة ليستغلوا طيبة أجدادنا الفلاحين فيقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وأنهم أبناء الرسول، وما عرفهم ولا عرفوه، ولكنهم في غيهم يعمهون وبضلالتهم يفرحون، فصدّقكم أجدادنا المؤمنون وأخذوا من قوت أولادهم لأفواهكم وبطونكم التي لا تشبع ومن بيض الدجاجات، وفراء الأنعام، ومن فولها وعدسها وبصلها وقثائها وسمنها وعسلها، وأجدادنا يكدون مع أولى نسائم الفجر إلى غسق العتمة الأول،وأنتم بلا عمل تترزقون باسم الرسول الأعظم، وتكتبون على الورق المقوى حروف هلوسة تقينا شرور الشياطين، وأنتم الشيطان الأكبر، والبؤس الذي أراد ومازال يسعى باليمن إلى الجهل والفساد واللاوعي.
- أنتم بلا عمل، عاطلون، وكسالى، ذلك ما جبلكم على اعتبار القرآن كما تدعون جزءا من ممتلكاتكم، جعلتموه حرفة لتمرير بضاعتكم علينا ونهبنا وقتلنا، باسم «الخُمس» وقدسية السيد، والأفضل في ظل المفضول، وحاكمية آل البيت، وأن علينا الدفاع عن الذي زعمتم أنه جدكم، فقتله شخص لا نعرفه ولم نسمع باسمه قبل ألف عام!، فما شأننا بمثل هذا الهراء وفوقه كان سلاح الجمهورية الذي جلسنا نخزنه طيلة خمسين عاما هي فترة الزمن الفاصل لانعتاقنا من حكمكم وراحتنا من وجوهكم وارتزاقكم، فإذا به يصل إليكم ويقع بين أيديكم لتقتلوننا مجدداً باسم الجمهورية والوحدة والتعددية والدولة المدنية!، أهذا جزاؤنا؟!، لأننا أجبنا رسالة النبي الأكرم محمد صلوات الله سلامه عليه؟ قلنا له إنا نشهد أنك أنت الرسول وأنا لله مسلمون، وأنتم تعرفون أنه نبي جليل ومكرم، ليس له علاقة بكم أو بالحكم أو توريثه، بحثتم عن نص أو كذبة تقولونها عليه فبعثتم في الأحاديث من يقول بولاية (علي) وأخذتم كل شيء مذ ذاك الحين، سرقتم كل شيء باسم الولاية واستكبرتم علينا ونحن من يصرف عليكم ونمنحكم من رزق عيالنا محبة، لكننا اكتشفنا ويجب أن نعمم ذلك ونوثقه للأجيال كلها أنكم لا تنتسبون لأي رجل محترم، فقد عرفنا في نكسة 21 سبتمبر الماضي كم هي القيم والشيم وأخلاق المروءة بعيدة عنكم بُعد المشرق عن المغرب، أنتم بلا جد ولا عائلة أو هوية وبلا تاريخ مجيد، جئتمونا بما يشابه الجراد والقمل والضفادع، لكني متفائل بقدرتنا على التخلص منكم!، وستبقى القمل والضفادع والحوثيون مخلوقات مقززة تنمو وتتكاثر بين الحوثيين في مستنقعات الرأس الذي لا يغتسل من أدرانه، أو في بِرك الماء الآسن!.
- اهرب يا عبدالملك، فأنت تعرف جيداً أنك كاذب، قاتل ولص، ومراهق بشع خدمته ظروف الصراع الأحمق بين ساسة البلد القديم ليتحدث باسم الناس، والأبرياء بأنه معهم، وخلف ظهره سكينة الغدر، وبين ضلوعه أحقاد ألف عام من البؤس والضلالة، قلت للمساكين أنك تبحث عن «رجل أسود وملتحٍ» كان بين طلاب الشيخ المهاجر يحيى الحجوري في دماج - صعدة، وأن في حقيبته ألغاما متفجرة، وظنون السير في صف «داعش»، وأنت تعرف أنك كاذب، فصدقوك، قتلت الآلاف منهم، للبحث عن ذلك «الصومالي» المسكين، ولم تجده، لأنك لم تكن تريده ولا هو بالقدر الذي يشكل تهديداً عليك، مطامعك كانت في كل «صعدة» وأولئك الجبناء من قادة الجيش احتموا بظلك، لم يمارسوا دورهم في حماية التعدد المذهبي بمنطقة وجودك، كانوا منافقين، حنثوا بقسمهم على حماية كل مواطن، ولما أغرتم على «دماج»، صمد طلابها كالنسور، ودافعوا كالدببة الطيبين فوق جليد وعر وغير متماسك، سقطوا أخيراً بقاع المحيط القارس، وتجمدوا!!، اخترعت للساذجين قصة أميركا واسرائيل، وهدمت منازل عثمان مجلي وآل الأحمر وصغير بن عزيز وكثير من أبناء قريتك ومنطقتك، نفيتهم وأخرجتهم من ديارهم، وما عرفوا تل أبيب ولا اتصلوا بواشنطن، لكنها حُجة القوي النذل على الضعيف الشجاع، غادروا بلادهم السوداء وسكنوا قلب العاصمة، وصلت إليهم بعد أن قتلت رجل الجيش الحقيقي: اللواء حميد القشيبي وهو أعزل قعيد، بثمانين طلقة، قطّع ذئابك أذنيه وكسروا كل ضلع بداخله، أتخيلهم كيف كانوا يفعلون، هيستيريا الخوف والرعب، لم يتوقعوا أن يجدوا القشيبي البطل أمامهم، فنالوا منه، لم يصدقوا أيضاً أن طلقة واحدة كانت كافية لإخراسه وإبعاده عن ساحة الصراع وعن طريقهم، فأطلقوا كل الرصاص المعبأ في خواصرهم وأسلحتهم باتجاهه، وجسده ينتفض كحمامة تحاول الانطلاق الى الاعلى، طعنوه بخناجرهم، مثل هؤلاء ليسوا رجالاً، فما قتل يمني أحداً بهذا القدر الوقح من الغضب والحقد والسادية، حتى أميركا لم تقتل صدام حسين بيديها، ولا إسرائيل فعلت كذلك بمروان البرغوثي، أو أحمد ياسين الذي تمزق بصاروخ واحد فقط!.
- اهرب يا عبدالملك، فـ733 أسرة في صنعاء تنتظر القصاص منك على يوم نكسة 21 سبتمبر 2014م، وأنت تغير على العاصمة الجميلة الأنيقة بأولئك «الزومبي» الذين جلبتهم من حصون العار وكهوف الرذيلة لتقول لنا أنهم «مؤمنون»!، جاءوا ليمنعوا فساد الحكومة ويوقفوا مشتقات النفط عند حدودها، فأخذوا الشراكة وثيقة موقعة من يد الرئيس المخلوع الذي أدخلكم بيديه إلى عاصمته، ففتح لكم الباب إلى كل المحافظات، وإلى عدن!، تلك كانت رواية الثأر وحكاية الألم الذي لا يشفع له السياسيون ولا الذين تربوا على الحكم والسطوة المفرطة.
- اهرب يا «عبدالملك الحوثي» فلست الحسين بن علي، ولا ابن الأكرمين، أنت مجرد بائس متحول، مريض باحث عن الزعامة، مجنون يصرخ بالموت على العالم، بدأ بأهله وعشيرته، وأنكل عدداً من الحوثيين الذين قاموا معه، والذين لم يؤيدوه أيضاً، تحولت الحوثية في عهدك الفاشي إلى لعنة خرجت من أجداث «فرعون» لتصيب كل اليمنيين وتتألم منها صارخات الويل، ونافثات العُقد، اهرب.. فأنت تعرف يقيناً أنك لست شجاعاً ومثلك هارب في جُحر يتيم خوفاً من الردى، وصواريخ الحزم، وعيون الناس التي ستأكلك، وكلهم أمل في افتراس وجودك وحضورك الباغي بأسلحة الجيش الذي تواطأ معك في أشد المواقف التاريخية خيانة وإيلاماً ومهانة.
- اهرب فإن (بوتين وصالح) يأتمران عليك، وقادتك الهلاميون أيضاً يبحثون عنك، ستصبح هدفاً لكل يمني، ولكل ساخط، ولكل ثائر يبحث عن ثأره معك، ولكل ولي دم قتلت أباه أو أخاه، ولكل أم أشبعت ابنها ضلالاً وقدته الى محارق الموت والجهل وتركته ينزف هناك وسط معركة عبثية تعرف أنها لن تثمر إلا الشر، فأنت الآن المطلوب الأول لكل اليمن، وعدوها المتقدم، ولن ينفصل شيء عن الجسد الواحد، سنعشق الوحدة أكثر مما كنت تدعي لها، وسننتصر بكل بساطة وبسالة وتضحية.
- اهرب أيها المجنون الأخير، والأحمق الآخر، فهذا يوم سعدك إني ناصح لك، اهرب قبل أن تكرهك كل خلية في أجساد الكائنات، وكل صخرة في جبال اليمن، وكل ذرة من رمال الوطن، اهرب.. فإني أرى العميد «ثابت مثنى جواس» يرفع علم الجمهورية اليمنية فوق بقايا قبر أخيك الذي تمزقت جثته لألف قطعة وتناثرت في الأرض، ولمثل «جواس» ترتعد الفرائص!، اهرب فأنت آخر الذين نكرههم، وآخر من يملك العِرق النازي في تاريخ اليمن، اهرب فإني أراك مفقودًا، مفقودًا، مفقودا.. ولا عزاء.