سام الغُباري
وصلني إلى بريدي الخاص في تويتر، رسالة من عراقي يقول إنه يتابع تغريداتي عن الهم اليمني الخليجي، ومسارات الصراع العربي مع إيران التي تهيمن على العراق وتستولي على ملف الحرب في سوريا، وتوقف حال لبنان الجميلة عبر خليتها الميليشاوية المعروفة اصطلاحاً باسم «حزب الله».
- ثلاث دول عربية مُطلة على الخليج العربي سقطت في مستنقع الفوضى الإيرانية بأدوات الربيع العربي، الأمر مؤسف حقاً، مطالب التغيير التي نادى بها الشباب الأبرياء تحولت إلى مخالب دامية تنهش جسداً أضنته عقود الديكتاتورية البلهاء، ومن صنعاء انطلقت أولى آمال الرفض العربي لمشروع إيران التوسعي الذي طرق (باب اليمن) ودوت صرخته المميتة في شوارعها وبساتينها الخضراء، لكأن الأمر عاد إلى رحم العروبة التي أنجبت كل هؤلاء الرجال الذين يقاومون الصلف الفارسي بإيمان عزيز وقوي ومقدس.
- يقول صديقي العراقي الذي يتخذ اسماً مستعاراً (نخلة ونهر) : »أنتم في بداية الطريق في صراعكم مع إيران. والله والله لو تمكنت منكم هذه الدولة لتعذبنكم عذاباً لم تروه، ولسوف تدمر الإنسان اليمني وتقتله في طريقه وفي مسجده وفي شارعه وفي مزرعته. فحافظوا على بلدكم يا أهل اليمن والله حافظكم.. نحن شيعة من اتباع الصرخي عارضناهم، فقتلونا وهدموا بيوتنا في حي الشاميه بالنجف وفي سيف سعد بكربلاء».
- يعرف العراقيون جيداً طبيعة الصراع ومزاج الإيرانيين الكريه تجاه العرب عموماً، يُدركون ما لا ندركه في أقاصي الجنوب العربي، ويُعمقون في أوطاننا فتنة المذاهب الطائفية التي أدخلت عصوراً من التنوير العربي السابق نفقاً أسوداً وجهلاً مريراً، وهو ما جعل صديقي الجديد يستمر في تحذيره ونصيحته عن كيفية إدارتهم لصراع الفتنة بالقول « لو تغلغلت إيران في اليمن فأول عمل ستقوم به هو التفجيرات في مساجد الزيدية وفي أسواقهم لمدة سبع سنوات !، وطبعا ستلصق التهمة بالسُنة، وبعد ذلك ستكون هناك تفجيرات ضخمة في مساجد الشوافع باليمن، وفي أسواقهم وستنسب للزيدية. ويحدث على إثرها اقتتال طائفي لايبقي ولا يذر.. ثانيا: تدمير العلم ومحاربته ومحاولة طمس الهوية اليمنية، ومحاربة الصناعة والزراعة وتدميرها كلياً.. ثالثا: خلق عشرات الجماعات المتطرفة ودعمها بالمال والسلاح حتى تتقاتل فيما بينها لعقود قادمة».
- على قدر ما بدت الرسالة مُزعجة، ففيها نُصح واضح من خطورة التمكن الإيراني الخبيث، وهو ما فطنت له قيادة التحالف العربي بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وأرسلت إلى كل جبهات اليمن التي انتفضت لقتال الخلية الإيرانية الحوثية دعماً ومساندة عربية خالصة مثلت خلاصة القول والفعل لرد عربي حازم تجاه عبث الفوضى الفارسية في المصدر الأول للعروبة.
- لم تكن المملكة يوماً مصدر إيذاء لجيرانها، بل كانت تُعطي ولا تأخذ، كل دول الخليج تقريباً ساعدت اليمن ومدت يدها ومعوناتها وأموالها، إلا أن الثقب الأسود المعروف باسم «علي عبدالله صالح» ابتلع كل هذه الموارد لحساباته الخاصة وخططه وأحلامه وأوهامه النازية. وأباح اليمن لمشاريع خارجية تبتز المنطقة بدواعٍ أمنية جعلت من بلاده مكاناً لجلب الأموال عبر الميليشيا المتعددة قبلياً ودينياً وعرقياً وطائفياً.
- شكراً لصديقي العراقي الذي أزعجني ونصحني، أقلقني على مستقبل اليمن، وأقرأني ما لا أريد من النصائح الذهبية، وكنت كلما أستبد بي قلق أعتى من حواري معه، أذهب بناظري إلى المملكة العربية السعودية، فأراها بخير، فيطمئن قلبي وأقول في نفسي بلهجة الواثق المطمئن: ما دامت السعودية بخير، فنحن وكل العرب بخير.