جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد إجراءات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي سيتبعها اجراءات أخرى للدول العربية بحق حزب الشيطان (حزب حسن نصر الله) في لبنان، وبعد الحكم القضائي الذي أصدرته احدى المحاكم الأمريكية بحق المتسببين الأساسيين بأحداث 11 سبتمبر التي تسببت في مقتل آلاف الأمريكيين في برج التجارة الدولية في نيويورك، ومحاولة قصف مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والبيت الأبيض والتي أكدت مسؤولية النظام الإيراني وذراعه الإرهابي في لبنان حزب حسن نصر الله، من خلال الكشف عن المزيد من الأدلة تضمنت نشر ست وثائق قضائية أثبتت مسؤولية القيادة الايرانية وحزب الشيطان بإدارة العملية الارهابية المركبة، والتي تفرغ كبير مهندسي العمليات الارهابية في حزب الشيطان عماد مغنية لها، واشرف على تدريب من كلف بتنفيذها وتسهيل تنقلهم بين ايران وأفغانستان دون وضع تأشيرات على جوازاتهم.
الكشف عن هذه الوثائق وما سبق أن كشفته الأجهزة القضائية والأمنية في دول الخليج العربية ودول عربية أخرى كمصر وليبيا وتونس فإن وضع الحكومة اللبنانية، بل والدولة اللبنانية أصبح في غاية الحرج، فالدائرة تتسع لنبذ حزب الشيطان الذي تخصص في تنفيذ الارهاب، وأخذت حلقة ابعاد عناصره تضيق وتتقلص، فبعد دول الخليج العربية ثم الدول العربية الأخرى لم يعد أمام عناصر الحزب سوى الأنظمة التي تخضع لنفوذ ملالي ايران، إذ لم يتبق سوى العراق وسورية، أما باقي الدول العربية فقد بدأت فعلياً اجراءات ابعاد من لهم علاقة بحزب الشيطان سواء كانت علاقات تنظيمية أو اقتصادية وحتى المتعاطفين معه معرضون للطرد، وتتداول معلومات من أن مشاركة الوزراء اللبنانيين المنتمين للحزب أو المتحالفين ستكون محرجة لهم وصعبة إذ ما عقدت الاجتماعات الوزارية أو المؤتمرات في الدول التي تعد الحزب منظمة إرهابية، وبالتالي فإن الوزراء المنتمين إليه سيعاملون مثل أي ارهابي آخر بمنعه من دخول البلد، بل وحتى تطبيق القانون عليه بالقبض عليه إذ كان قد صدر عليه حكم قضائي، أما في اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد في مقرات المنظمات الاقليمية والدولية فسيكون الوزراء اللبنانيون مقاطعين ومعزولين، بل وحتى منبوذين إذا كانوا من أعضاء حزب الشيطان أو حلفائهم، وبما أن حكم المحكمة الأمريكية الذي فرض تعويضات على نظام ملالي ايران بمليارات الدولارات لابد أن تتبعها اجراءات عقابية من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد ايران وحزب الشيطان في لبنان، ولابد أن تلك العقوبات ستترك آثاراً سلبية عميقة على لبنان، وخاصة في مجالات التعامل السياسي والدبلوماسي والمصرفي، إذ سيتجنب المسؤولون الأمريكيون التواصل مع أي مسؤول لبناني، وتجنب الحكومة اللبنانية التي تضم وزراء أدين الحزب الذي ينتمون إليه بحكم قضائي بارتكاب أعمال ارهابية في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن المصارف الأمريكية وما يرتبط معها من شبكة بنكية دولية لابد وأن تتحفظ على التعامل مع البنوك اللبنانية المتهمة بعضها بمساعدة حزب حسن نصر الله في غسيل الأموال التي يجنيها مما يحصل عليه جراء تنفيذه للأعمال الارهابية وتجارة المخدرات.
هذه الأجواء تزيد من أعباء الأوضاع في لبنان التي تسبب بها حزب الشيطان حزب حسن نصر الله ذراع ايران الارهابي وتحويل لبنان إلى (دكان) لخدمة أطماع ملالي ايران.