جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التي استهدفت الرموز الاقتصادية والسياسية والعسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، تعرضت المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربية إلى عداء واستهداف إعلامي صنع موجه من الكراهية ضد العرب المسلمين وبالتحديد السعوديين، وانشغلت (الميديا الأمريكية) من وسائط إلكترونية وإن كانت في بداياتها وبرامج تلفزيونية موجهة وحملات صحفية في متابعة تطورات تلك الأحداث، وحصرت اتهاماتها في العرب المسلمين مما خلق مساحة كبيرة من العداء والكراهية ضد السعودية بالذات بعد حصول جرائم 11 سبتمبر، ووجهت وزارة الخارجية الأمريكية الدعوة لستة صحفيين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكنت أمثل المملكة العربية السعودية في ذلك الوفد الصحفي الذي كان الهدف من دعوته التأكد من عدم تعرض المسلمين للمضايقة أو الإهانة وتحميلهم مسؤولية ما حصل في 11 سبتمبر.. فعلاً الأمريكيون العقلاء لم يحمّلوا المسلمين وزر الإرهابيين، إلا أن البعض اعتبر الدول الإسلامية الرئيسة مسؤولة عما جرى، ومنهم من لم يخف اتهامه إلى المملكة العربية السعودية بسبب حمل أسامة بن لادن للجنسية السعودية، حتى أن إحدى الشركات التي لها تعامل تجاري مع المملكة عمدت إلى عدم رفع علم المملكة ضمن أعلام الدول التي تتعامل معها، وعندما استفسرت عن ذلك عند زيارة الوفد الصحفي الخليجي عن سبب عدم رفع العلم السعودي ضمن أعلام لها تعامل أقل بكثير من تعاملها مع السعودية، رد علينا من كان يستقبلنا بأن العلم أنزل حتى لا نستفز شعور الأمريكيين، يومها كان ردي عدم الدخول إلى مبنى الشركة ورفضت زيارتها رغم إلحاح بعض زملائي من الوفد بأن لا أحرج من وضع برنامج الزيارة.. فرددت بكل هدوء: إن علم بلادي أهم من الزيارة، أنا على استعداد لقطعها والعودة إلى بلادي التي تُتهم بما لا تعلم عنه شيئاً.
الآن ظهرت الحقيقة، وأن ملالي إيران وبالتحديد كبيرهم الهالك خميني هو من أمر وخطط لتلك الجرائم والتي كلفها بوضع خطط تنفيذها ومتابعتها كل من الإرهابيين الهالك عماد مغنية والإرهابي الذي ورث قيادة القاعدة أيمن الظواهري، وأن رئيس العمليات الإرهابية في حزب الشيطان، حزب حسن نصرالله هو من قام بالدور الرئيس لتنفيذ (غزوة مانهاتن) أو ما أسماها خميني بـ(حرق الشيطان). وقد توصلت المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الأمريكية إلى معلومات دقيقة والتي قدمها محامو المدّعين بالحق المدني الأمريكية لذوي الضحايا للمحكمة التي تنظر في دعوى تعويضهم.. فحكمت على نظام ملالي إيران بوجوب دفع التعويضات كون النظام الإيراني هو المسؤول الأول الذي خطط وتابع تنفيذ جرائم 11 سبتمبر، حكم قضائي، ومعلومات مؤكدة جمعتها ودققتها وكالات مؤسسات استخباراتية وأمنية أمريكية، ومع هذا لم يتم تداول القضية رغم أهميتها وحجم التعويض المالي وفداحة الجريمة من قبل الميديا الأمريكية.. فلم نر البرامج التلفزيونية ولا المواضيع وحتى المقالات الصحفية التي توسعت فيها الصحف الأمريكية في اتهامها للعرب المسلمين عن تلك الأحداث.
هل يعد ذلك مجاراة لعشق أوباما للفرس وحضارتهم، أم أن اللوبي الإيراني في أمريكا يتعاون مع شركات فعالة للعلاقات العامة تستطيع حجب مساوئ نظام ملالي إيران..؟.