خالد بن حمد المالك
بيننا وبين اليمن علاقة أخوة وشراكة حدودية، وتاريخ مشترك يضرب جذوره في العمق، ومواقف رسختها وشائج القربى والانتماء العربي والإسلامي لشعبي البلدين الشقيقين، علاقات شهدت دعماً سعودياً غير محدود لليمن، وتسامحاً مفتوحاً أمام مؤامرات علي عبدالله صالح منفرداً، ولاحقاً مؤامرات ثنائية جمعت صالح بالحوثيين.
***
نحن لا نرى اليمن من موقف القوة السعودية إلا امتداداً في الإخوة والدم للمملكة، دون تدخل في شأن من شؤونه، نتصالح معه رغم كل الإساءات، ونغض الطرف عن سلوكه متنازلين عن حقوقنا، بأمل أن يعود الضال من مسؤولي اليمن إلى رشدهم، وأن يفهموا بأن للصبر حدود، وأن للتسامح نهاية، وأن قبولنا للخطأ لا يمكن أن يكون بلا نهاية.
***
أعلنا بالفعل لا بالقول دعمنا لهم، وبذلنا الكثير من أجل أن نحمي مصالح اليمنيين، آثرناهم على غيرهم بأن يعملوا في المملكة بلا قيود، وجاء الدعم المالي لهم بأكثر مما هو لغيرهم، دون أن نمن بذلك، أو نتباهى به، أو نبحث عن عائد لنا منهم، فقط كان ولا يزال همنا الكبير أن يبقى اليمن بشعبه الشقيق ينعم بالرفاهية، وأن يظل اليمن بأرضه وبحره وسمائه واحة أمن وسلام، لا مصدر إزعاج وتآمر علينا.
***
كنا نتوقع أن يحترم المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي وأتباعهما حق الجوار والعيش المشترك، وأن يقدرا مواقف الدعم من المملكة لشقيقتها اليمن، وأن لا يديرا ظهرهما للمملكة ومن ثم للعرب، بحثاً عن دور يشاركان فيه إيران لخلق فوضى وعدم استقرار في دول المنطقة، غير أنهما أبيا ورفضا كل الفرص المتاحة ليعودا إلى الطريق الصحيح، وفضّلا أن يمارسا العمالة لصالح إيران.
***
وها هما وأتبعاهما يترنحان، ويذوقان علقم الهزيمة والهروب من أرض المعركة، ولا يحصدا من علاقتهما بإيران غير هذه البكائيات من إعلام رخيص تموّله مؤسسات ولاية الفقيه، دون أن ينالا إلا الذل والخيبة والهزيمة النكراء، بينما ستظل المملكة وفية لشعب اليمن بالدعم والمساندة وتضميد جراحه بعد أن تكون الحرب قد وضعت أوزارها، وتنتهي مغامرات العميلين صالح وعبدالملك الحوثي.
- وغداً نواصل -