عبد الرحمن بن محمد السدحان
يظلُّ السفر للسياحة غاية مشروعة لمن استطاع إليه سبيلا، وظاهرة مكروهة لمَن كان هاجسه الرِّياء.. تظاهراً ومحاكاةً للآخرين أو إسرافاً!
***
وأستطرد هنا بطرح حزمة من التأملات أملاها السِّياق العام لهذا الموضوع، فأقول:
أولاً:
هناك ضربٌ من الناس.. يسيئون فهم الإجازة فيقيِّدونها بالسفر إلى أكثر من بلد، ولمدة طويلة، وإلاَّ.. غَدت فـي (عرفهم) مفرَّغة من المعنى.. والجدوى!
***
الأوروبيّون ومثلهم الأمريكيُّون.. يتمتّعون بالإِجازة السنوية مجزَّأة صيفاً وشتاءً.. وعندي أنّ للإجازة، نصَاباً من الزمن، إذا تجاوزه المرء غَدت عبئاً تتقاسمه الرَّتابة والملل، وهي التي ننشدها فـي الأصل هرباً منهما! فإذا اقترنت بالسفر الطويل.. صار العبء مضاعفاً، على نحو قد يدفع أحدهم إلى القول هزلاً إنّه يحتاج إلى إجازة.. تنسيه (متاعب) الإجازة !
***
ثانياً:
أَتمنى على شركات الطيران والسياحة، وأخص بالذِّكر، خطوطنا السعودية، أن تيسِّر ولا تعسِّر أسباب السفر وسبله كيلا تحرم منه أحداً يقصده للمتعة الحلال. وأن تضع الخطط الميسَّرة للعوائل والأفراد للسفر سياحة داخل بلادنا، وخارجها، لمن شاء .
***
ثالثاً:
نتمنى على مجالس المناطق وأماراتها التي توجد بها مرافق واعدة للسياحة أن تكثف جهودها لاستقطاب السائح المحلي، المواطن والوافد معاً. وأن تذلل العقبات التي قد تعوق مساره.. أو تعطل خياره . والسياحة، في المطاف الأخير، قضية شخصية، يقرّرها الراغب فيها .. وعنها، أولاً وأخيراً!
***
رابعاً:
أكرر الدعوة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة، وأن لا يغلو أحدهم في الإنفاق على ما ينشئه من مرافق كيلا يُطالَب السائح بهامش ربحي مجحف يصرفه عنه، ويثبط عزمه.
***
خامساً:
وهنا.. أصل إلى مسك الختام فأنهي هذا الحديث.. بخاطرة قصيرة عن السياحة الداخلية، وهي أنّ حرية المواطن أو المقيم فـي ترجيحهَا على ما سواها، أمرٌ مقرون بتوفُّر البدائل التي قد تجعلها بديلاً أكثر ملاءمة، إن لم يكن الأفضل! الماء والهواء والمنظر الحسن.. جزءٌ مهمٌّ فـي منظومة (الإِغراءات) التي تستقطب حس السائح وإحساسه . لكنها وحدها لا تفي بالغرض فللكبار احتياج.. وللصغار احتياج، وللعوائل.. مثل أولئك وهؤلاء، وتلك أمور لا تخفى على فطنة اللَّبيب من الناس!
وحسبي هنا القول إنّ (البنية التحتية) للسياحة تتطلب.. أكثر من الماء والخضرة.. والنسمة الحلال.. فكلُّ ما هو مشروع، محصِّن للذات والبدن مرغوب، وما عدا ذلك، فهو من ترف الكلام !