عبد الرحمن بن محمد السدحان
«تشهد بلادنا حالياً (مخاضاً) تنموياً طمُوحاً دشّن بها عهدَه المبارك سيدي خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، تمثّل في إعادة تشكيل مجلس الوزراء، شملت عدداً من الحقائب الوزارية، وهي الشؤون الإسلامية والأوقاف والعدل والاقتصاد والتخطيط والاتصالات وتقنية المعلومات والشؤون الاجتماعية والشؤون البلدية والقروية والخدمة المدنية والثقافة والإعلام والزراعة والخارجية والصحة والعمل والإسكان والتعليم، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي وزراء الدولة.
**
«كما اقترنت هذه الخطوة المباركة بتأسيس مجلسين وزاريين مرتبطين بمجلس الوزراء، يُعنَى أحدهما بمسائل السياسة والأمن، ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فيما يُعنَى المجلس الآخر بمسائل الاقتصاد والتنمية، ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع!
**
«وجاءت هذه المبادراتُ ضمن سياق الجهود الحكيمة والموفقة التي بدأ بها سيدي خادم الحرمين الشريفين أيده الله عهدَه الميمون ليجعلها باكورة سلسلة من الإصلاحات المهمة في جهاز الدولة طمعاً في تحديث منظومة الحكم والإدارة، نُظُماً ولوائحَ ووسائل وإجراءات.
**
«وفي يقيني أن النخبة الصالحة التي استقطبها التشكيل الجديد لمجلس الوزراء والمجلسين الآخرين السالف ذكرهما تجسد إرادة سامية لمنح التنمية نقلةً جديدة.. أقوى حيوية، وأكثر عمقاً، وأبهى عطاءً، فكل مسئول ضمن هذه النخبة الكريمة ليس غريباً على نطاق تخصصه إلا ما ندر، منهم الفقيه الشرعي والمهندس والأكاديمي المخضرم والتربوي والاقتصادي والقانوني، ويشكلون عُدةً فاعلة للتنمية في مشوراها الجديد، وهم جميعاً (عيّنة) صالحة للنبتة التربوية التي رعتها الدولة في عهود سابقة مباركة، بما في ذلك عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه، الذي كان من أبرز اهتماماته التوسع في برامج التأهيل الجامعي والعالي تحديداً في الداخل والخارج أثمرت للبلاد (ترسانة) صالحة.. من المواهب والعقول والقدرات!
**
«واليوم حان (قطاف) هذه النبتات الصالحة.. لتمارسَ الجهد المطلوب خدمةً لهذه البلاد ولتثبت للقاصي والداني. . أنها أهل للثقة الكريمة التي أُوليت إياها، تشريفاً وتكليفاً، وأن جهود الاستثمار التربوي آتت أكُلَها لصالح المواطن ولم تذهب سُدى.
**
وبعد..،
«إن إعادة تأهيل قدرات الحراك التنموي في بلادنا، تأسيساً على الخطوات الموفقة التي تم اتخاذها، سيكون لها - بعون الله - إيجابية مشهودة ومردود أفضل متى اقترنت بإعادة تنظيم أغلب الأجهزة الإدارية على نحو يجسد مضامين النقلة المباركة لآلية الحكم، ويحقق لأجهزته مساحة أفضل من فعالية الأداء.
**
«لقد مضى على معظم الأجهزة الإدارية، وزارات وهيئات ومؤسسات، حينٌ من الدّهْر. . تعاظمت خلاله الأدوار والمسئوليات، وتنوعت الإجراءات، وازدادت منظومة التأهيل البشري. . كمّاً واختصاصاً وأغراضاً، وحالٌ كهذا لا يمكن أن يخلوَ من بعض (طفيليّات) الملاحظة، تنظيماً أو أداءً أو مرْدوداً قد تعوقُ بعضُ إفرازاتِها القدرةَ على بلوغ النتائج المرجوة، وما ذلك على سادة العزم والحسم بعزيز!