عبد الرحمن بن محمد السدحان
* يتكرر الحديث، مكتوباً ومسموعاً، عن ظَاهِرة (الغزو الثقافي) عَبْر وسائل متعددة بدْءاً بالأقمار الصناعية السابحة في الفضاء وانتهاء بالهاتف النقال (الجوال)، الذي بات وجودُه جزءاً لا يتجزأ من منظومتنا الحياتية، وكل يوم نشهد ميلاد (مَلحْمة) من الانتقاد جَديدة حْول هذا الموضوع.. بعْضُها مغرق في القنوط الممزوج بشَيْءٌ من هَلَعٍ، وشَيْءٌ من قُصُور في الرُّؤْية، وكثير من شُحّ المعْلومُات!
* * *
* أقولُ للقَانطِين.. والخَائِفين : لا تقْنَطوُا ولا تَخَافوُا من ظَاهِرة (الأخْتِراقِ) الثَّقَافيّ لبيُوتنا قبل أذْهَانِنا، فلديْنا عَقيدةٌ سَوَّيِة إنْ الْتَزمْنَا بعُرْوَتِها الوُثْقى التَزَامَاً صَادَقاً مؤمنا مُنَزَّهَاً من الغُلوّ والبدع والخُرافَة، فَلنْ ينَالَنَا شَيْءٌ مما يخشاه البعض منّا بإذن الله.
* * *
* ولكن يبقى الأهمّ من ذلك كلَّه أن نوُجِدَ لأَنفُسنَا (البَديلَ السَويَّ) لـمَا هُو ضَارّ نتيجة هذا الاختراق، فنسْتفيد بمَا هُو نَافِعَُ منْه، ونجْتهِدَ مَا اسْتَطعْنَا (ضبطاً للنفس) فيمَا نشاهد وما نسمع! وبعبارة أدق، نصطفي لأنفسنا منظومة من (الروادع الذاتية) تقينا شر ما نخشاه!
* * *
* وبمعنى أشمل: الغزو الثقافي القادم إلينا عبر بوابة الإعلام الكوني شرٌ إن كان يحضّ على شرّ.. وخيرٌ إن كان خلاف ذلك، وليس من الحكمة رفضه كله، أو قبوله كله، فهذه أحادية ينكرها كل ذي لب حصيف! (الحل) إن كان لابد من حل، أن نحكّم العقلَ انطلاقاً من معادلة النفع وضده! الهروب منه ليس حلاً، أما.. الاجتهاد بحثاً عن البديل الأفضل فذاك هو الصراط القويم!
* * *
قولٌ في الرشوة:
* سئلت مرةً عن الرشوة فقلت إنها باختصار شديد شر لا خير فيه، مهما تعددت الأسباب و(تلونت) الغايات! أولها فتنة مع الناس، وأوسطها شقاء مع النفس، وآخرها سخط من لدن رب العالمين!
* * *
التربية:
* التربية رافد من روافد تشكيل الذات، به تنمو، ومن خلاله تسمو بصاحبها إلى ما يريد! وهي عملية (تحويلية) تصاغ بواسطتها قدرات المرء ومواهبه وغاياته طمعاً فيما هو أفضل استيعاباً ونماءً وأداءاً!
* * *
* أقول اليوم، ربما للمرة الألف: كم أتمنّى أن نسمو بمفهومنا للعملية التربوية، فلا نتصورها (حقناً) للمعلومات داخل (أنابيب) بشرية.. تفقد (صلاحيتها) بعد حين، إما بسبب تراكم العمر وآفة النسيان، أو لأن المعرفة ذاتها لا تبقى على حال.. بل تتغير تأثراً باجتهادات الإنسان واكتشافاته وإبداعاته!
* * *
صحافة اليوم:
* بعضُها يخطو خطوة إلى الأمام، ومثلها ونصف إلى الوراء! والبعض الآخر (يراوح) مكانة بسكينة وهدوء بال! وصنف
ثالث.. يسابق الريح طموحاً!