ناهد باشطح
فاصلة:
((الحصاد مرجعه إلى العمل أكثر منه إلى الحقل))
- حكمة عالمية -
صدر من روما تعليق على النسخة الجديدة لـ«جوجل ارث» «شكراً جوجل ارث»، وذلك لإمكانية الزائر للموقع أن يتجول في أنحاء مدينة روما كما كانت عليه عام 320 ميلادية.
إن استدعاء الذاكرة بشكل مكثف للأماكن القديمة هو جزء من تمسكنا بهوية لا تنفصل عن الحاضر الجديد.
في معرض الكتاب هذا العام بدءاً من حفل الافتتاح مروراً بأروقة المعرض تلمس روح فنان بريشته حضر مع فريق عمله لهذا المعرض رسم الهوية ونثر الذكريات ثم مضى.
مدينة الرياض القديمة حاضرة في تصميم المعرض، بوابات الدخول التي صممت كبوابات الرياض القديمة، أسماء ممرات المعرض التي هي أسماء شوارع الرياض القديمة، منصات توقيع الكتب التي صممت على شكل قصر المربع، الاستديو التلفزيوني الموجود في المعرض والذي صمم على شكل قصر الحكم، وأبيات الشاعر بدر بن عبد المحسن التي تنشر عبق الرياض...كل ذلك يزرعك في المكان الممتلئ كتباً تحمل ذاكرة الشعوب.
وضمن الذاكرة القريبة شيء من الوفاء لأبطالنا على الحدود في قسم خاص بالتصوير في «ريشة الحزم» وفي فقرة غناء الأطفال في الحفل الرسمي لافتتاح المعرض.
هذا العام برأيي كان في ذهنية القائمين عن المعرض ربط الجمهور بالهوية في إطار من الفرح، ولذلك حضرت أماكن الرياض والعرضة النجدية في يوم الافتتاح.
اللافت بالنسبة لي هذا العام تصريحات المسؤولين في المعرض سواء الأستاذ سعيد الحازمي وكيل الوزارة على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية والمشرف على المعرض أو الزميل سعد المحارب مدير المعرض.
حيث كانت التصريحات هادئة ومهنية، وكان التركيز على ما صنعوا وما قدموا بوضوح مع الشفافية في التعامل مع النقد.
على سبيل المثال رد المحارب على سؤال جريدة الرياض عن تجاوزات بعض دور النشر قائلاً: (إلغاء جميع التجاوزات مستحيل علمياً، التجاوز جزء من طبيعة العمل، عندما يقع تجاوز ويصلنا عبر الجمهور أو المراقبين نحن نتفاعل معه مباشرة).
ولكن هل يعني هذا أن معرض الكتاب خلا من بعض الأخطاء في التنظيم؟
لا يمكن لحدث كبير أن يخلو من الأخطاء البشرية، لكن من المهم عدم التركيز عليها وتضخيمها لسبب مهم وهو تشجيع التميز الشبابي، فالطاقة الإبداعية المتميزة في معرض هذا العام تجعلنا ندرك أهمية أن يكون كل من له علاقة بالكتاب والمثقفين كحدث عام لا ينبغي إلا أن يكون فناناً مثقفاً يحمل رسالة الفن والثقافة، متشبعاً بألق النجاح في كل نتاج له.
أحيي زميلي الأستاذ سعد المحارب على إدارته للمعرض، إذ منذ اللحظة التي عرفت بإسناد المهمة له توقعت التميز في الأداء، فالناجح لا يقبر بغير النجاح امتداداً لطريقه.
أحب كثيراً أن أشد على يد زملائي في كل موقع وأبارك نجاحاتهم لتنتشر طاقة الإبداع في كل مكان.