ناهد باشطح
فاصلة: ((الحق الصريح بحاجة إلى مساعدة)) -حكمة فرنسية-
متى وكيف تعرف أن التغيير صعب؟
متى وكيف تصعب تنفيذ آليات التغيير؟
حساب الوقت مهم وكذلك الكيفية مهمة وكلاهما رهن مسؤولية الفرد عن التغيير.
يظل أفراد المجتمع في دائرة مغلقة إذا لم يفتحوا نافذة لنور الوعي بمسؤوليتهم تجاه التغيير.... تجاه أي مشكلة تواجههم لها علاقة بقوانين المجتمع وأنظمته.
الفرد الذي يلقي بكل مشكلاته وتحديات الحياة التي تواجهه على من حوله.. أسرته أو المجتمع سيظل دون أي تقدم نحو الأمام.
إن أخفق في عمل فالآخر دائماً هو المسؤول فهو لا يفكر مطلقاً في تقييم دوره في هذه الإشكالية التي حدثت له.
المسؤولية الفردية مفهوم ومعنى حضاري لقدرة الفرد على حمل الأمانة في خلافة الأرض.
ولعله غياب مفهوم المسؤولية الفردية أتى من النظام القبلي الذي يكف يد الفرد عن اتخاذ أي قرار في حياته دون أخذ مباركتها ليخلق منه تابعاً لا مسؤولاً.
ولذلك استمر الفرد العربي مثقلا بهذا الإرث حتى في الدولة المدنية حين وجد أن إسقاط المسؤولية على المجتمع تجعله مرتاحا في منطقة لا تثير فيه أي دافعية للتغيير.
ولكي تعرف كيف تحايل الإنسان على شعوره بالمسؤولية ناقشه في أي خطأ مجتمعي ستجده ألقى اللوم كله على الدولة أو ناقشه في أي خطأ في أسرته ستجده ألقى اللوم على أفراد أسرته.
وإن ناقشته في خطأ يرتكبه سيلقي اللوم على الآخرين الذين لم يعطوه فرصة، أو الآخرين الذين أحبطوه إذ لا يمكن لوعيه البسيط أن يدرك أهمية دوره كمسؤول في ما يحدث له.
من أكثر التفاسير النفسية توضيحا لهذه الحالة استخدام الإنسان للإسقاط projection
وهو من الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الفرد لا شعوريا لتحميل الآخرين ما لديه من مشاعر وأحاسيس. فيقنع نفسه أن غيره هو السبب في ما يحدث له.
ممارسة الإسقاط خطيرة إذا لم يع الفرد خطورتها فإنها تبقيه مشلولاً عن مساعدة نفسه.
لا شيء يعادل الوعي بمسؤوليتك تجاه حياتك فمن هذا المنطلق تتعلم أبجديات المسؤولية المجتمعية.
لا شيء يعدل ثقتك بقدرتك على تغيير أحوالك لتكون ضمن منظومة التغيير في مجتمعك.