ناهد باشطح
فاصلة:
((كثير من الأخطاء تولد من حقيقة نسيء استعمالها))
-حكمة عالمية-
عوداً على مقالتي ليوم الاحد الماضي والتي انتقدت فيها الخبر الذي بثته وكالة الأنباء السعودية تصريحا لسفيرنا في الأمم المتحدة بجنيف الأستاذ «فيصل طراد» حين طالب مجلس حقوق الانسان الدولي باحترام خيارات المجتمع السعودي وعدم الإشارة الى عدم استقلالية القضاء أو عدالته.
ولست في معرض تقييم القضاء لدينا لكنني أناقش الفكرة من زاوية اختصاصي في الاعلام، حيث اختلاف الثقافات تتطلب الحذر في نشر محتوى الأخبار في الاعلام.
كان المطلوب من السفير الرد على انتقادات المجلس فيما يتعلق بعقوبة الإعدام واستقلال القضاء.
اما الإعدام فقد أوردت في مقالتي قبل أمس معلومات في رأيي أنها أفضل من الدفاع عن تطبيقنا للعقوبة.
اما فيما يتعلق بالقضاء فهو جهاز حكومي ومن الطبيعي ان يكون لديه أخطاء لان من يعمل فيه بشر وهم ليسوا منزهين عن الأخطاء.
وربط قضية عقوبة الإعدام بالقضاء فيه من التشويش على الغرب اكثر من توضيح ديننا وثقافتنا.
عقوبة الإعدام كتشريع إسلامي يختلف عن حيثيات الحكم من قبل القاضي وتطبيقه، فلماذا نربط قدسية التشريع بتطبيقه؟.
الوضوح والشفافية من أهم أدوات إعلام الازمات ولا يعيب القضاء اطلاقا ان به أخطاء والا لما تبنى الملك عبدالله رحمة الله عليه مشروع تطوير مرفق القضاء، ويواصل الملك سلمان حفظه الله الاهتمام به.
ومؤخراً في 28 فبراير من عامنا هذا صرح لصحيفة الرياض رئيس محكمة الاستئناف بالرياض الشيخ «عبدالعزيز الحميد» أن المشروع بعد اكتماله سيكون مرجعاً قضائياً للأجهزة العدلية في العالم الإسلامي.
أن نصرح بالتطوير والتعديل افضل بكثير من التنديد بعدم انتقاد ثقافتنا، بل إن هذا النقد فرصة لنستطيع أن ننشر المعلومات الصحيحة عنا في توقيت مناسب.
الثقة بأنفسنا وبأننا نعمل على الإصلاح توصل الرسالة للآخر بشكل اقوى من ابراز ثقافتنا كنمط مقدس لا يجوز المساس به؛ لان الآخر المختلف عنا في الثقافة لا يفهم هذه القدسية وإن احترمها احترامه للآخر المختلف.