ناهد باشطح
فاصلة:
«الفهم: التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها»
- حكمة عربية -
مارست صحفنا المحلية قبل أيام من خلال نشر خبر الكتب التي تتحدث عن التطوير الذاتي والتأثير في الاخر التي اكتشفها رجال الامن عند القبض على قاتلي ابن عمهم «الرشيدي» تاثيرا في المتلقي عبر الرسائل الضمنية، والأرجح ان صحفنا فعلت ذلك لضعف مهنية صحافييها ليس إلا.
هناك اكثر من أداة للتاثير في المتلقي عبر الرسائل الضمنية او الخفية Message subliminal، وهي رسائل تصل إلى حواسنا (السمع والبصر والشم...) دون أن يلتقطها الوعي، وهدفها التأثير.
في سنة 1957م بدأ «جيمس فيكيري» بإجراء أولى التجارب على تقنية سماها «الرسائل الضمنية»، حيث قام بعرض شريط بسرعة قوية على مجموعات بحيث يصعب على العقل إدراك محتوى الشريط، لكنه لاحظ ان اللاوعي قام بتخزينها واستخلاص الأفكار والتوجيهات الموجودة في الشريط من غير مقاومة.
ومن هنا ولدت نظريات إعلامية ونفسية تؤكد أنه إذا تلقى الناس رسالة معينة بشكل مستمر فإنهم سيتأثرون بها بدون أي مقاومة حتى وان لم تفهمها عقولهم.
على سبيل المثال كلمة الإرهاب منذ ان استعملها بوش لوصف المسلمين وكررتها وسائل الاعلام ضمن سياق سلبي أصبحت بمثابة وصف سيئ لأي شخص عدواني يرتكب جرائم إرهابية، بينما استعملها القرآن الكريم في قوله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم». ولم تصل الى عقولنا بمثل كلمة الإرهاب الذي زرعها الاعلام الغربي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.
ان استمرار تكرار شيء ما يجعل العقل اللاواعي يختزنه ثم يقبله كما أراد المرسل.
على سبيل المثال جملة «وجميع الكتب لم تتطرق إلى الأمور الدينية، بل مرتبطة بتطوير الذات» والتي تكررت في جميع الاخبار التي نشرت حول ما تم القبض عليه وهو بحوزة القتلة.
تفرض السؤال ما المقصود بهذه الجملة ؟ ولماذا تكررت في كل الاخبار ؟
هل هذا يعني ان الكتب الدينية لم يعد يستعملها الإرهابيون لانها فقدت اثرها؟ ام ان كتب الغرب أصبحت أداة في يد الإرهابيين ويفترض الحذر منها؟.
الم اقل لكم هي رسائل ضمنية؟!!