فهد بن جليد
لا أحد في القصيم يُحاول إخفاء مكونات (الكليجا)، الجميع يشرح لك بأريحية محتوياتها، وكيفية خبزها، ووضعها في الفُرن، ويرحب بدخولك في مضمار المُنافسة، لأن الطلب أكثر من العرض دوماً.
هذا الأمر يُغري الشركات ورجال الأعمال على الاستثمار الآلي في هذه الصناعة، رغم أن (الإنتاج المنزلي) يبقى هو الأصل.
سألت (عجوز مُسنة) هناك في مهرجان (الكليجا الثامن)، وهي تلبس القفزات - ضمن الاشتراطات الصحية - وتجلس أمام (الفُرن) لتضع الخلطة السرية (للكليجا)، كيف الأمور والمبيعات؟ فقالت (الحمد لله يا وليدي جعل من جاب فيصل بالجنة، لي ثمان سنين أشارك بذا، ووالله أن أجار البيت أسدده من هنا).
شغف النساء وتعلّقهن بهذه المناسبة، يؤكد نجاح المهرجان في تحويل (الكليجا) من فرن المنزل، إلى المنصة التسويقية (كصناعة شعبية) تُدر أرباحاً وتقي من الفقر، كما هي (حلوى) تُخبز لتقي من الجوع.
تجربة أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل مع (الكليجا وأهلها) تستحق التمّعن، فهي (رحلة ذهبية) لكيفية تحويل العديد من (الأسر المُنتجة) في القصيم، من أسرٍ تستقبل الصدقات، إلى أسر تدفع الزكوات، نتيجة الإيمان بالفكرة والمُنتج، والتخطيط السليم لكيفية الشراكة المجتمعية، وصبر القائمين على المهرجان طوال السنين الماضية وتشجيع المرأة على عرض منتجها وتسويقه، حتى بات أيقونة حقيقة تحت عنوان (أهلنا أولى بدعمنا).
لا أحد يستطيع منافسة السعوديات اليوم على (الكليجا)، فـ (تنكة الكليجا) وصلت إلى أمريكا وأوروبا، فضلاً عن دول الخليج، والجميل هو تشجيع وتدريب (الفتيات) على الانخراط في (عمل الكليجا).
نستطيع التحدث اليوم عن هوية عالمية (للكليجا)، كصناعة سعودية 100 %، ننافس بها كحلوى (شعبية) خالية من المواد الحافظة، مُغذية، ومُفيدة، رغم محاولات التجار والمُقتدرين مالياً، اختطاف هذه الصناعة من أيدي المُحتاجين.
وعلى دروب الخير نلتقي.