فهد بن جليد
هل أنت تُسمِّيها (خادمة) أم (عاملة منزلية)؟ تأكد أنك عندما تُطلق على (الخادمة) عاملة منزلية فأنت تتبع القانون والمُسمّى الصحيح، ولكن عندما تطلق على (العاملة المنزلية) خادمة أو خدّامه فأنت تتعامل بشفافية مع مُصطلح ضارب في جذور المجتمع، ولك حرية الاختيار!.
في إحدى الدول الخليجية لا يخجل الإعلام هناك من إعلان شفاء 80 % من الخادمات (الأفريقيات والآسيويات) اللاتي يراجعن (عيادات نفسية)، من الأمراض التي تم اكتشافها بعد وصولهن للعمل بفضل العلاج والمتابعة، بينما نحن نستيقظ على حوادث (القتل والنحر) المروعة من خادمات.
هل يمكن اخضاع (الخادمة الجديدة) لجلسات في عيادة نفسية، لتقييم وضعها النفساني قبل العمل؟!.
تبدو المسألة قضية أخلاقية وقانونية، لا أحد يقبل أن يُعرض على (طبيب نفسي)، المشكلة تكمن في آليات الاستقدام في الدول المصدرة للعمالة أولاً، والتي لا تقوم بمثل هذا الإجراء بشكل واضح مما يجعل الأسرة المُستقدمة تدفع أرواح الأبرياء ثمناً لهذا الغباء والتقصير، في المرحلة الثانية تأتي الظروف المحيطة ببيئة العمل داخل المنزل، على اعتبار أن الخادمة قد تتعرض (لأزمة نفسية) بعد قدومها، ونتيجة ضغوط معينة سواء كان للأسرة علاقة بها أم لا؟!.
الدراسات تقول إن نسبة (عالية جداً) من (العاملات المنزليات) في منطقة الخليج يعانين من مرض (الذهان) الذي يعطي إشارات للقيام بأعمال عنيفة وغير متوقعة، والخوف غير المُبرر، بل إن إحدى العيادات الخليجية أعلنت أن 70% من مراجعيها من العمالة المنزلية يعانون من اضطرابات نفسية تستوجب التوقف عن العمل والخضوع للعلاج؟!.
سألت شريحة من الناس هل سبق أن عرضت (خادمتك) على طبيب نفسي؟ وجدت أن أكثر من 75 % لم يفعلوا ذلك على اعتبار أن مكاتب الاستقدام قامت بما يجب، والـ 25% المتبقين يعتمدون على حدَسِّهم وملاحظتهم حول تصرفات الخادمة، مُعتقدين أن صالة المُغادرة في المطار أقرب من العيادة النفسية؟!.
ما سبق يؤكد أن لا أحد يعلم بمرض (العاملة المنزلية) إلا بعد وقوع الجريمة، وسقوط ضحايا أبرياء داخل المنزل.
وعلى دروب الخير نلتقي.