فهد بن جليد
يتزاحمون في معرض الكتاب لثلاثة أسباب أولها موضة تصوير السلفي والسناب شات الثقافي، بمعنى التقاط الصور مع الكتب والمؤلفين (لزوم الثقافة)، ثانيها رؤية المُثقفين (بالعين المُجردة) مع شح وجود منصات تجمعنا بهم كأشخاص مؤثرين في المجتمع (البعض يسقط من عينك بمجرد الحديث معه)، ثالثها زيارة المعرض ضمن قاعدة (تشوف وتنشاف) سواء كان الزائر (مُحتسباً) أو (سائحاً ثقافياً) أو (عاطلاً)، كل ما سبق لا ينطبق بالضرورة على الزيارات الجادة (لاقتناء الكتب والاطلاع على العناوين).
لا يمكننا اعتبار كل زوار معرض الرياض الدولي للكتاب (قراء، أو مُهتمين بالثقافة), يمكننا تحليل مشاهداتنا حولهم.
فهناك المُنهمِك الذي يأتي (لوحده) ليقتني بعض العناوين التي استعرضها عبر الانترنت، تراه يُقلب بيده اليمنى في صفحات كتاب، بينما يُمسك بيده اليسرى (كتاباً أو أكثر) وقد (غرس أصابعه) بين الصفحات، وهناك القارئ المُسجِل، لا يستعجل في الشراء، يكتب العنوان في ورقة، أو يلتقط للغلاف (صورة) ثم يفكر في الشراء بسعر أقل مع نهاية المعرض (لا يفرق بين الخضروات والكتب).
القارئ الأخطر هو (الشكًّاك) المُتذمر على طول الخط، متجهم، يحضر بصورة نمطية مُسبقة، (تعفط وجهه) دليل عدم الرضا، يُتمتم بكلمات غير مفهومة لأن بعض العناوين لا تروق له، أمّا (القارئة المدرعمة) فهي تلك التي تجر خلفها عربة (مليئة بالكتب)، لا تفرق بين الذهاب لمعرض الكتاب وبين التسوق في المول، تتعامل مع المؤلفات (كقطعة ديكور) وفق الشكل واللون، ويغريها أخيراً مُصطلح (سعر مُخفض)!.
جميعنا في معرض الكتاب (مثقفون) وأخطرنا (المتفيهقون)، نفهم في دهاليز السياسة، وأوتار الفن، والحبكة الروائية، وعلم الرجال.. يسهل (تبخيرنا) بالأحبار.. تغرينا العناوين، ولا يهتم معظمنا للمضمون، لا تستغرب حينها عندما ترى أحداً مُدعي القراءة والاطلاع وهو يحمل كتاباً بعنوان (للأغبياء فقط)!
وعلى دروب الخير نلتقي.