فهد بن جليد
هل يجب أن تنتظر المرأة لدينا حتى تصبح (أرملة، أو مُطلقة، أو يتيمة) لتبحث عن عمل يغنيها (ذل السؤال)؟!
معظم الجدات، في كل مناطق المملكة كنّ سابقاً عاملات، بمفهومهن هنّ، من الخياطة، للزراعة، لرعي الغنم.. إلخ من صور العمل المناسبة لطبيعتهن، والتي كان المجتمع يقبل بها، ولم يُمايز حينها بين (المرأة والرجل)، ولم يعترض أحد على أي عمل أو دور تقوم به المرأة في تلك الحقبة الزمنية الجميلة.
هذا الأسبوع احتفل السعوديون أكثر من الإمارتيين بتعيين أول امرأة في بلدهم بمنصب (رئيس تحرير صحيفة يومية) لا شك أن هذه خطوة مهمة جداً لمنح المرأة مقعداً قيادياً جديداً، تستطيع من خلاله لعب دور مهم في بناء المجتمع، ولكن ثمة نقطة تعنينا نحن في السعودية، فمُنذ عام 2011م ولدينا امرأة سعودية ترأس تحرير صحيفة يومية (ناطقة بالإنجليزية)، ألم أقل لكم إننا فقط ننظر (للوحة) اسم المحل من الخارج، دون معرفة من يعمل بداخله! سؤال مُحير، لماذا لا نقتنع بسهولة بأي خطوة سعودية تصب في مجال (تمكين المرأة)، بينما ينظر مثقفونا إلى الخطوات العربية والخليجية بإعجاب كبير، رغم أن المملكة سبقتهم بخطوات!
لا يمكن في كل مرة أن ندّعي (المساواة الحميدة والمُنضبطة) بين الجنسين، ونصف امرأة بالشجاعة والقوة لدخولها بعض المهن التي كانت حكراً على الرجال، فيما هناك فريق آخر يراها قفزاً على الثوابت والعادات المجتمعية، وخروجاً على المألوف.
ما بين هذا وذاك سنعود للمربع الأول لنبحث في المسألة هل عمل امرأة (رحلة بحث عن الذات) أم محاولة لسد حاجة (رحلة الحياة القاسية)؟
برأيي أن المرأة تستحق المساندة والمساعدة خصوصاً من (فقدن المُعيل)، المجتمع الذي تتكامل فيه أيدي الرجال والنساء سينتج أكثر، وسيكون لديه طاقة أكبر، هناك تقارير تتحدث عن القدرة المالية للمرأة السعودية، خصوصاً فيما يتعلق بأرصدتهن في البنوك، التي قيل إنها تتجاوز كودائع ضعف (حصة الرجال).
هذا يعني أحقيتهن بالعمل وإدارة هذه الأموال.
وعلى دروب الخير نلتقي.