محمد بن يحيى القحطاني
كتبت سنة 2013 هنا مقالا عنوانه «نديم قطيش في خاصرة حزب الله»، عن الإعلامي اللبناني الزميل نديم قطيش، وربما لم يكن حينها يعرفه كثير من السعوديين أو الخليحيين، كان نديم يبث حلقات من برنامجه «DNA» الذي بات اليوم الأكثر شهرة على قناة المستقبل «future» المملوكة لرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، وهو اليوم الأكثر شهرة عند كافة الجماهير العربية.
اليوم، تعطي ميليشيا «حزب الله» المصنّفة خليجيا وعربيا ومن دول أوروبية وعالمية بأنها منظمة إرهابية، وكذا سوريا ومحور الممانعة، تعطي لنديم عناوين ومواضيع دسمة كل يوم، بسبب التخبطات والتناقضات العجيبة الغربية، لمحور أزكم أنوفنا بحربه على الإرهاب، وهو كل يوم يثبت لنا أنه طائفي إقصائي بامتياز.
هذه التخبطات قدمت نفسها كبش فداء لبرنامج نديم الذي بات يعرض أيضا على قناة العربية الحدث، بل إن في كل حدث لمليشيا «حزب الله» أو تعليق، تجد ما يناقضه لذات الحزب قبل أيام أو أسابيع، لذلك فإن هذه المليشيا تعاني من تخبط واضح، وهو ما استفاد قطيش منه بالتأكيد.
أعرف الداخل الإعلامي اللبناني جيدا، وقليلا من حديثهم السياسي، وما أنا متأكد منه، أن نديم قطيش يمثل لهم حالة من التوتر الكبير، ويلعنونه ليل نهار في مجالسهم الخاصة، إذا فنديم مثل لهذا المحور، أرق دائما منذ أول يوم ظهر فيه، وحتى اليوم.
أشعر أن الزميل نديم قطيش «المهدد منذ مدة بالاغتيال» يعيش حالة من التخمة في هذه العناوين التي تنصب على فريق عمله كل يوم، بسبب كل هذه الهزائم التي مني بها مدّعو المقاومة، وبسبب ربكة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، وانحساره بشكل كبير وملحوظ.
لم يعد نديم ولا فريق عمله، بحاجة في البحث عن عناوين لحلقات برنامجه اليومي، بل هو مطالب اليوم بزيادة وقت الحلقة، حتى يستطيع الحديث في أكثر من «متناقض»، أو أن يتنازل عن يومي السبت والأحد اللذين فيهما يتوقف البرنامج للراحة الأسبوعية.
سأختصر، الإعلام الملتصق بـ«قفى» إيران، يعاني من أزمة وجود، فهو يحمل شوكا على ظهره، وأسفارا من الكذب يلقي بها أمام جمهوره، فترتد عليه سلبا، وهنا يقتنص نديم قطيش فرصته للانقضاض على ما تبقى من هذا القط الصغير، الذي اعتقد يوما أنه يقارع الأسود.