محمد بن يحيى القحطاني
من المستحيل توصيف الإرهابي حسن نصر الله بالعربي، فامتداده العرقي والأيديولوجي والسياسي ضارب في الإيرانية التي تعطيه الأوامر كل يوم، متى يتنفس وكيف يمارس بذاءاته ومؤامراته ضد خصومه.
لا يجد أنصار حسن نصر الله حرجاً في الحديث بينهم وعلنا أن اللغة العربية هي اللغة الثانية لحسن، بينما يجيد التحدث مع من حوله كل يوم باللغة الفارسية التي يعتز بها، ويعلمها لأولاده والمقربين منه، ويشدد على ذلك.
أتابع كل إطلالاته المتلفزة التي يخرج منها بعنترياته الورقية من سرداب مجهول، خوفاً من قناص أو عملية مسلحة ضده، ومن النادر ظهوره أمام الملأ، وهو يحاط بمجموعة أمنية من الحرس الثوري يحرسون مكان إقامته منذ سنوات، ويتغيرون بعد فترة من الزمن ليتم استبدالهم بآخرين.
لماذا كل هذا الحرص؟
لأنه يرى كل شيء بعين طباعه التي اعتاد عليها في تصفية خصومه، بل الواقع يقول إنه المخطط والمنفذ لكافة عمليات الاغتيالات السياسية التي حدثت في لبنان منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وما أعقبها من سلسلة اغتيالات لسياسيين وإعلاميين، عدا التهديدات السرية التي وصلت بطريقة أو بأخرى لكثير من وزراء ونواب قوى الرابع عشر من آذار، سواء من المستقبل أو القوات أو الكتائب.
حسن نصر الله، ينظر بعين عوراء «وهو كذلك في حقيقة الأمر»، وهو أحادي الرأي، ومتكئ على قاعدة جماهيرية تتخذ من الحمق والسطحية خط سير بها، هم لا يرون قبلة إلا في طهران، ويرسلون أولادهم الصغار رغبة وامتثالا لفتاوى الـ»سيئ» حسن نصر الله.
حسن نصر الله قال إنه يرغب في إقامة دولة إسلامية على منهج الولي الـ «سفيه»، وهو حاول منذ اغتياله رفيق الحريري أن يفرض لغة الأمر الواقع على المشهد اللبناني، سعياً في تحقيق هذا الطموح.
حقيبة الخارجية في دولة لبنان، كانت ضحية التفاهمات والصفقات السياسية، وأعطيت هذه الوزارة الحسّاسة، لهذه المليشيا في عهد نجيب ميقاتي إذ استلمها مندوب الميليشيا عدنان منصور، وفي الحكومة الحالية التي يرأسها تمام سلام كان أيضا جبران باسيل، وهو حليف حزب الله وصهر المرشح الرئاسي عن كتلة التغيير والإصلاح ميشيال عون، وباسيل «هذا» ينطق بالفارسية ليس حباً فيها، لكنه يتحدث وفوهة المسدس على صدغه وعلى أمل أن يقفز «عمّه» إلى رئاسة الجمهورية، مضحياً بعروبة لبنان للوصول إلى قصر بعبدا.
حسن نصر الله لا يريد للبنان إلا أن تكون ذراعاً لإيران حتى تكتمل أحلام «كهنة طهران»، حين فاخروا مؤخرا بإدارتهم أربع عواصم عربية من ضمنها بيروت، وهو لا يجد غضاضة أن يركّع خصومه تهديداً بالسلاح.
والضاحية الجنوبية، هي الوكر الذي يختبئ فيه حسن نصر الله، ومعه جمهوره المغلوب على أمره، وهذا الجمهور يعيش أغلبه تحت مستوى الفقر، وهم يردحون تحت شعارات طائفية، ينتظرون خروج المهدي عليهم ليفرج كربتهم، هم يتّشحون بالسواد، ويرون في أنفسهم نقصا، وينظرون للآخرين بأنهم أعلى منهم، هم يعشقون المظلوميات ويعبدون سيدهم في سردابه.
إيران تريد أن تسقط تجربتها في العزلة على لبنان، وهذا البلد العربي الصغير، يتجه شيئاً فشيئاً نحو العزلة، لكنني على يقين بأن لديه أبناء أوفياء لثورة الأرز وللشهداء الذين سقطوا ضحية إرهاب الدويلة، وهم اليوم يصعدون بلغتهم عاليا أن يا حزب الله قد فلت عقالك وعقال سيّدك، وإنا إلى حضن العرب لعائدون.