محمد بن يحيى القحطاني
أكون سعيداً دوماً كلما استمعت لعبد المجيد عبد الله (صوتاً) في قديمه أو جديده، وأثمن له جهده في تقديم ما قد يراه مناسباً للمرحلة أو الجمهور حتى وإن اختلفت ذائقة كثير من المستمعين واعترضوا على منهجه.
لعبد المجيد عبد الله (رؤية) في تقديم الأعمال سواء من ناحية الكلمة أو اللحن أو التنفيذ، وكذلك ما يراه مناسباً في الظهور الإعلامي أو من خلال الحفلات العامة، وهذه الرؤية من حق كل منا أن يعترض عليها أو يوافقها، لكن ليس من حق أي أحد أن يسخفها أو يسطّح النقاش فيها، طالما لها مؤيّدون من الجمهور حتى وإن «قلوا»..
كل عشاق صوت وتاريخ عبد المجيد عبد الله يرغبون منه أغاني (مكبلهة) ليس لمجرد الرغبة، بل لأنهم يعلمون تمام العلم أنه (عبدالمجيد) يمتلك صوتاً عظيماً قد لا يتكرر كثيراً في المستقبل المنظور، ومن حقهم عليه أن يمنحهم جزءاً من رغباتهم، طالما عرف عن الفنان تحقيق رغبات محبيه.
منذ مدة طرح عبد المجيد عبد الله ألبوم (إسمعني) ونشرنا هنا للزميل عبد الله الهاجري مقالاً انتقده، وقد اختلف مع الحبيب عبدالله فيما ذكر لكني لا أستطيع فرض رأيي عليه ولا على غيره، ومقاله السابق يعبّر عن فكرته وحده فقط، لكنني في المقابل اعترض على بعض المقربين من عبد المجيد الذين حاولوا تسخيف رأي عبد الله الهاجري ومناقشته فيما لا يجب النقاش فيه، وخصوصاً أنهم في مجالسهم ينتقدون حملة شركة روتانا للعمل ومؤيّدون لما قاله الهاجري في هذا الخصوص.
عبد المجيد عبد الله بات يمتلك خطاً فكرياً وخبرة فنية تمنع دخول (الأوصياء) عليه، ولديه مناعة كاملة من الذين يحاولون رمي الزجاج المهشّم في طريقه، لكنه في داخله و في قرارة نفسه يريد غناء (المكبله)، ويخاف من العودة للمربع الأول.
نريد عبد المجيد عبد الله كصوت وحالة فنية لها وزنها في خارطتنا الفنية، لكننا لا نريد (شبيحة) يتحدثون نيابة عنه ويخاصمون ويصالحون بالوكالة ويهدمون ما يريد بناءه ويجعلون الجمهور وبعض من المنتسبين للصحافة يكرهونه نكاية بهم، عبد المجيد ليس بحاجة لمزايدات في الهجوم أو الدفاع عنه.
ليس صحيحاً أن جديد عبد المجيد عبد الله حرك ركود الساحة، وهذه حقيقة لا أريدها، لكني لا أستطيع نكرانها، وليس صحيحاً أن نجاحه يغضب أحداً، إلا شخصاً مريضاً ومعتلاً في فكره وحياته، أن ينجح عبدالمجيد في كل خطوة يخطوها، فهذا يعني فرصة جيدة للسعادة عند الإنسان السوي.
لعبد المجيد عبد الله سنوات وسنوات من الإبداع وإن لم تعجبني أغنية أو ألبوماً منه، فإن العشرات قد طربوا لما لم يعجبني، والعكس صحيح، هي ذائقة يتحمّل كل واحد منا نتائجها ولا نجبر أحداً عليها.
أبارك لعبد المجيد عبد الله عودته، وأتمنى له مزيداً من النجاح، مثلما أتمنى لبقية الزملاء الفنانين، وأنتظر بـ (شغف) صعوده مجدداً على خشبة المسرح ليطربنا بصوته الذي لا أراه سوى الأفضل والأعذب والأكثر طرباً.