فهد بن جليد
عاد السويدي (اينغفار كمبراد) إلى الواجهة من جديد، وبدأت تسلط عليه الأضواء الدعائية دون أن يدفع (دولاراً واحداً)، وذلك بفضل سلوكه الشخصي الغريب؟!.
ولمن لا يعرفه؟.. فهو صاحب سلسلة (إيكيا) الشهيرة، والذي تقدر ثروته بنحو 65 مليار دولار، زاد البحث عن اسمه ومعلومات عن حياته العصامية، بعدما نشرت صحيفة (الغاردن) خبراً عن مقابلة تلفزيونية ستُبث مع الرجل على تلفزيون بلاده، ليتحدث عن جوانب شخصية في حياته، لعل أهمها أنه مازال يشتري ملابسه من (سوق المستعمل) كما كان يفعل في بداية حياته وهو يبيع (أعواد الثقاب)!.
وسائل الإعلام العالمية تسابقت لتغطية (الحياة التقشفية) لأحد أثرى أثرياء العالم، حيث إنه لا يُحب التبذير، وعادة ما يبحث عن الأرخص والأوفر في حياته الشخصية، حتى وصل الأمر إلى قصة شعره.. فهو يستغل سفره للبلدان النامية لمتابعة تجارة (سلسلته الشهيرة) ليذهب للحلاق هناك، حيث تكون قصة الشعر أرخص..!.
الرجل عُرف عنه أنه يذهب لشراء الخضار والفواكه بنفسه (وقت الظهيرة) وقبل دقائق من إغلاق المحلات لأبوابها بحثاً عن السعر الأفضل، كما بات معروفاً عند موظفي الفنادق التي يقيم فيها عند سفره، فيجعلون (ثلاجة غرفته) خالية من أي مشروبات، لأنه يشتري كل ما يحتاج من (المتاجر) القريبة من الفندق، حتى لا يدفع أكثر مما يجب!.
عندما تتاح لك القدرة على امتلاك كل ما تريد، فإنك تبحث عن الأفضل والأقل كلفة، ولا تخجل من زيارة الأماكن المتواضعة، يبدو أن هذه القاعدة قاسم مشترك بين العديد من الأثرياء حول العالم (عرب أو أجانب)، البذخ لا يرتبط إلا مع (حديثي النعمة)، أو من يريدون أن يُظهروا (صورة برستيجية) خادعة لقدرتهم المالية، حتى نعتقد أنهم يملكون أكثر..؟!.
المال مثل الشهرة، كلما زادت يعيش الإنسان متواضعاً قريباً من حياة الناس البسيطة، لذا تجد الأثرياء يُفاصلون في الأسعار ويبحثون عن (الحثيربات) في الأسواق الشعبية مع الفقراء -وهي القطع الصغيرة الرخيصة- بينما أنصاف المشاهير يُخبئون (وجوههم) بحجة أن لا يعرفهم أحد!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،