فهد بن جليد
وسط فرحــة قرار سعودة محلات بيع وصيانة الجوالات، وقِصَر العمل في البيع والصيانة على السعوديين والسعوديات، يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: ما هو مصير (مئات الآلاف) من العاملين الذين سيفقدون وظائفهم خلال الـ 10 أشهر المُقبلة؟ خصوصاً أن معظم من يعمل في هذا القطاع من المقيمين هم في سن (الشباب)، فهل لدى وزارة العمل (خطة انتقالية) لاستيعابهم في قطاعات أخرى، أو ضمان سفرهم إلى بلدانهم بعد انتهاء عقود عملهم؟!.
الأفضل أن ننظر للقضية (بعينين ثاقبتين) للتفكير بطريقة إيجابية لكامل الصورة والمشهد، وليس (بعين واحدة) تنظر لمكاسب السعودة فقط، ولا علاقة لها بمصير (مئات الآلاف) من الشباب المقيمين في بلادنا، والذين فقدوا وظائفهم دون توفير البديل ولم يوضع لهم خطة ترحيل واضحة، حتى لا يعيش هؤلاء بيننا (كعاطلين عن العمل)، ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن يفعل (العاطل الأجنبي) في أي بلد في العالم؟!.
الشق الآخر من القصة يتمثل في مسألة (تدريب وتأهيل) الشباب من (الجنسين)، أمامنا (عشرة أشهر) لفعل ذلك، وهي فترة كافية لتدريب (شبابنا) على الصيانة وخدمات ما بعد البيع، يُقال أن هذا القرار سيوفر على المدى البعيد نحو (700 ألف) وظيفة (نصفها للنساء)، بشرط وجود آلية واضحة لعمل المرأة في هذا القطاع؟!.
في كل مرة يأتي قرار التأنيث سريعاً، ولكن تطبيقه يواجه (صعوبات وعوائق)، فهل حسبتها الوزارة (صح) هذه المرة؟ وستنشر ضوابط وآليات واضحة لعمل (المرأة السعودية) في الصيانة والبيع؟ أم أن الأيام ستمضي سريعاً ونجد أنفسنا أمام (قرار عاجل) يُعيدنا للمربع (رقم واحد) كما حدث في قرارات (سعودة وتأنيث) مُشابهة؟!.
لنتحدث بصراحة في نهاية الأمر بوجود (مُعضلة عميقة) تتمثل في أن معظم هذه المحلات والأكشاك الصغيرة يملكها (العاملون بها) من المقيمين، تحت نظام (التستر)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.