محمد الخنيفر
عندما سمعت للوهلة الأولى من أحد المتحدثين بأحد المؤتمرات بوجود منتج لدى شركات التأمين الإسلامي يُطلق عليه «تكافل الزواج»، افتكرت للوهلة الأولى أن هذا المنتج يساهم في تعويض الزوج عن المهر وتكاليف الزواج (في حالة التسريح بإحسان)! ولكن بعد البحث والتقصي اتضح أن هناك ما لا يقل عن شركتين تقدمان منتج «تكافل الزواج» وهما شركة (Royal Insurance ) من غامبيا وشركة (EFU Life) من باكستان. واتضح أن كلا المنتجين عبارة عن حساب توفير بحيث يتم استثمار هذه الاموال بطريقة آمنة وعلى مر السنين. وعندما يحين موعد الزواج، تستعيد هذه المدخرات مع الأرباح وذلك لكي تدفع تكاليف المهر وتكاليف الزواج. إذن هذا المنتج الاسلامي هدفه العام التشيع على الزواج وتيسيره عبر التخطيط المبكر.
أبغض الحلال
رصدت مؤشرات المحاكم القضائية في السعودية خلال العام الهجري 1435 هـ، 102 ألف و757 عقد نكاح، وانحسرت صكوك الطلاق إلى 30 ألف و222 صك طلاق، بواقع حالة طلاق واحدة مقابل 3.4 عقد نكاح.
في ظل هذه المعطيات، هل نتوقع أن تتجرأ شركات التأمين التقليدي أو حتى التكافلي في تقديم منتج يعوض في الزوج عن تكاليف الزواج المرتفعة بالسعودية؟ نترك الإجابة على هذا التساؤل بين يد مطوري منتجات التأمين وفقهاء شركات التكافل.
التأمين على الطلاق
في 2005 قام جون لوجان، الرئيس التنفيذي لشركة سيفجارد للضمان، بتأسيس شركته لتقديم منتج واحد لا غير. هذا المنتج جاء نتيجة للمرارة المالية التي عانى منها نتيجة لطلاقه الذي حدث في 2002 (جرت العادة في بلدان مثل أمريكا وبريطانيا أن تأخذ المطلقة نصف ثروة الرجل الذي يطلقها). وفي عام 2010 تم طرح أول بوليصة تأمين ضد الطلاق بالسوق الأمريكية. وهذا المنتج يقوم بدفع أموال كاش للرجل في حالة وقوع الطلاق. والغاية من هذا المنتج التحوط من الخسائر المادية في حالة الطلاق. وكما هو معروف فقد ارتفعت معدلات الطلاق حول العالم وأدت إلى دفع بعض الرجال إلى إعلان إفلاسهم !.