محمد الخنيفر
بدأ هذا السؤال يدور في ذهني منذ أن عجت وسائل الإعلام العالمية بأخبار شركة طيران اقتصادي وليدة تتميز عن قريناتها بكونها تجعل المسافر المسلم يعيش تجربة سفر إسلامية كاملة. ولتقريب الفكرة أكثر، يستطيع القارئ اعتبار شركة الخطوط الجوية الماليزية «رياني ايرلاينز» مثل الخطوط السعودية. ومع استثنائنا لنوعية الخدمات بينهما..
فكلاهما يتشابهان من حيث التزام طاقمهما من المضيفات بالحجاب، فضلاً عن تقديمهما المأكولات الحلال المطابقة للشريعة الإسلامية وتخصيص مكان للصلاة. الطرافة تأتي في كون المساهمين من الديانة الهندوسية. وبينما نقدر ونشجع هذا النوع من الاستثمارات، فإن الحقيقة هي أن الارتباط الديني للمساهمين لم يكن له أي علاقة بالجدوى الاستثمارية لهذا المشروع.
أرقام «السياحة الحلال» تتحدث عن نفسها
بدأت مفاهيم حديثة مثل «السياحة الحلال» أو «السياحة الإسلامية» في جذب انتباه أصحاب الفنادق الكبرى ووكالات السياحة مع تنامي الطلب على هذا النوع من السياحة الملتزم بتعاليم الإسلام.
ويقدر تقرير لـ«تومسون رويترز» عن الاقتصاد الإسلامي حجم الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج بقيمة 142 مليار دولار في عام 2014 باستثناء الحج والعمرة مما يجعل هذا السوق يشكل 11 في المئة من الإنفاق العالمي على أسواق السفر.
ويتوقع هذا التقرير أن يزيد الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج إلى 233 مليار دولار في سنة 2020 معتبرا أن «سفر المسلمين لقضاء العطلات والترفيه قد تجاوز إطار الاقتصاد الإسلامي وأصبح في حد ذاته قطاعا رئيسيا في الاقتصاد العالمي الأوسع».
وبعبارة أخرى فإن هذا النوع من الطيران الاقتصادي الملتزم بالشريعة ماهو إلا استمرارية لأنموذج الفنادق «الحلال» التي يتم بناؤها من الصفر. أتذكر قبل 10 سنوات أننا نحن المسلمين نشعر بالسعادة عندما بدأت خطوط الطيران العالمية والفنادق بتقديم وجبات حلال للمسافرين والنزلاء. وعليه فما نشاهده الآن هو تطور وتقدم أكبر للفكر الاستثماري الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام. ولغة الأرقام تقول: إن السياحة الحلال تنمو بسرعة فائقة. والمعادلة الاقتصادية تقول مادام هناك طلب فسيكون هناك عرض أيضا.
** ** **
(*)مراقب ومدقق شرعي معتمد من (AAOIFI) ومتخصص في هيكلة الصكوك وخبير مالية إسلامية لصالح مؤسسة دولية متعددة الأطراف.