محمد الخنيفر
عدت لتوي من إحدى الدول العربية بعد أن حضرت مؤتمرا إقليميا عن الشركات الصَّغيرة والمتوسطة. لفت نظري في المؤتمر عدد من المسؤولين من دول الخليج وهم يرتدون اللبس الإفرنجي. وعلى الرغم من أن معظم السعوديين أظهروا اعتزازهم بزيهم الوطني، إلا أن البعض ساير موجة «الإفرنجي» كما يقول إخواننا المصريون. لا أجد تفسيرا حتى الآن في كيفية تمثيل مؤسسة حكومية في الخارج من دون إظهار الاعتزاز بالزي الوطني الخاص بتلك الدولة (على الأقل في فترات المناسبات الرسمية). ومن الضرورة التفريق بين الوقت الرسمي الذي تمثل به جهتك الحكومية ووقتك الخاص الذي يقع خارج المناسبة العملية. فالملبس الرسمي يعبر عن الأصالة والتراث العربي الذي تنتمي إليه.
مما لا يخفى على البعض أن معظم دول العالم ترى في الخليجيين أنهم فاحشو الثراء. وعليه فقد يكون من الحكمة عدم لفت النظر خلال زيارة تلك الدول الغربية (لا باللبس ولا بالمظهر). وبالتحديد إذا رأيت أنك ستزيد مخاطر الضرر على نفسك. فليس من الحكمة أن تجلب بعض ضعاف النفوس إليك.
خاتمة
أعجبني اعتزاز أهل البلد العربي الذي زرته بثقافتهم العربية أثناء جلسات المؤتمر. ولأن المتحدثين جاءوا من بلدان غربية وعربية، فإنَّ مُلقي الخطاب يكونون في حيرة من أمرهم. فإما أن تجامل زملاءك المتحدثين الغربيين الذين يشاركونك في الجلسة، أو يجبرك الحضور العربي الطاغي على التحدث بلغتك الأم وإجبار الأصدقاء الغربيين على وضع السماعات الخاصة بالترجمة. فأنا أكاد أجزم أن معظم الحضور يجيد الإنجليزية إلا أنهم يتضايقون جدا عندما يرون عربيا يتحدث بغير لغته الأصل.