سعد الدوسري
أحياناً تكون هناك لفتة عفوية بسيطة، أبلغ من مشاريع ضخمة ومكلفة. ودوماً البساطة محببة لدى الجميع، ولا يمكن أن ينتقدها أحد، في حين أن التكلف غير مستحسن من قبل الغالبية العظمى من الناس. ويحاول البعض أن يتكلّفوا البساطة، لكنها تخذل كل من يصعد على أكتافها، فهي اسم على مسماها، ولا تظهر إلا على من تأتي من داخله.
لقد أحسست وأنا أشاهد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي، أثناء تدشين مبادرة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يجلس على كرسي متحرك، بأنني أمام لفتة إنسانية رائعة، تدخل في سياق العفوية البسيطة، لولا أن الدكتور ماجد نسي ربما أن يخلع البشت، الذي لا شك قلل من عفوية وتلقائية لفتته الجميلة.
وزارة الشؤون الاجتماعية من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، جسدياً أو مالياً، وهؤلاء لا يفترض أن نتواجد بينهم بملامح تفصلنا عنهم وتخلق حواجز بيننا وبينهم. ولو تابعنا الوزراء الذين يشغلون مناصب مماثلة في دول أخرى، لوجدناهم يراعون هذه النقطة مراعاة شديدة، خاصة أثناء تواجدهم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا لا يعني أن الدكتور القصبي لا يراعيها، لكنني أتحدث عن هذه اللقطة بالتحديد، التي امتدحتُ عفويتها وإنسانيتها، وافترضتُ حسن النية فيها، عندما ذكرتُ بأن الوزير نسى أن يتم جمالها.
في مناورات رعد الشمال، كان مشهد كل قيادات بلادنا، وهم لا يرتدون البشوت، مبهجاً؛ لقد أشعرونا أنهم من جنود المناورات، وهذا هو مغزى بحد ذاته.