فهد بن جليد
لكون المُشكلة الرئيسة في توفير (مساكن للمواطنين) تتمثل في نقص (الأراضي السكنية) كما هو مُعلن على أقل تقدير من وزارة الإسكان، لذا أليس من الأفضل النظر في التجارب المُحيطة والاستفادة منها بعد تقويِّمها على أقل تقدير؟!.
لنأخذ ( البحرين ) مثالاً، المُشكلة لديهم (مُشابهة لنا) وتتمثل في أنّ المساحة غير كافية، تجاوباً مع حاجة المواطنين والمُطوّرين العقاريين لديهم، سُمِّح هذا الأسبوع - بعد تعديل لائحة تقسيم الأراضي - توفير مساحات صغيرة لبناء فلل سكنية بمساحة جديدة على (ثقافة الخليجيين) تتمثل بتقسيم الأراضي في مناطق السكن المتصل (أ) للأراضي المُطِّلة على شارع واحد بمساحة 160 مترا مربعا، بشرط ألا يقل طول أصغر ضلع فيها عن ثمانية أمتار، و180 مترا مربعا للأراضي المُطِّلة على شارعين، بشرط ألا يقل طول أصغر ضلع فيها عن ثمانية أمتار.
قد تكون المساحات (غير مُناسبة) للثقافة الخليجية المُتعارف عليها في (أوّل وهلَّة) والتي تتطلب وجود مساحات سوداء (غير مُفعّلة) تتمثل في المجالس وصالات استقبال الضيوف في المُناسبات، إلا أنّه يُمكن التعايش مع المُستجدات الحياتية، والظروف المُحيطة، بجعل المنزل ( مقر سكن) للعائلة فقط، و الاستعاضة عن ذلك باستقبال الضيوف (خارج المنزل)، خصوصاً وانّ الحياة في الخليج تغيّرت، مما يسمح بالتكيُّف والتعايش مع المستجدات الآنية!.
لننظر للقضية من زاوية الأهم فالأقل أهمية، توفير سكن (مُستقر ودائم) أهم من التمسك (بعادات وتقاليد) استقبال الضيوف؟!.
مُتأكد أن كثيراً من الشباب سيقبلون بالفكرة، وسيتنازلون حتماً عن اشتراط توفر مساحات أكبر، في مقابل استقرارهم في (سكن مُلك) يُخلِّصهم من نار الإيجارات!.
أعتقد أن الشريحة الأكبر ستقبل بهذا الحل - بشرط توفر خدمات مُستقلة - هذا الأمر يتطلب من وزارة الإسكان التفكير في مثل هذه الحلول؟ ومعرفة (رأي الأغلبية) عن طريق دراسات وبحوث، واستبيانات ميدانية، لاستطلاع رأي المُتقدمين ( لطلب سكن)؟!.
أزعُم أنّ الناس اليوم مُستعدة للتنازل عن مساحات الهياط مُقابل (السكن)، فقط هم بحاجة لمن يُعلّق الجرس؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.