فهد بن جليد
برأيي أن هذه المتلازمة المرضية التي سنوضحها ببساطة في (الأسطر القادمة)، ربما تتوسع في مجتمعنا أكثر نتيجة الصدمات الإخبارية التي يتسبب بها ( ملاقيف) شبكات التواصل الاجتماعي عند نقل الأخبار بسرعة، وبطريقة صادمة، حتى أننا بتنا نسمع قصص أشخاص عرفوا بوفاة أقاربهم من الدرجة الأولى (آبائهم أو إخوانهم. إلخ) عن طريق رسائل (التعزية العاجلة) عبر الواتساب أو تويتر، وتعرضوا لصدمات نفسية تجاوزوها بصعوبة، لم نعد نعرف: هل من قام بذلك يسابق الزمن (ليحصل على الأجر) أم للبحث عن لقب (أول من جاب العلم )، دون مراعاة أبسط مشاعر وحقوق الآخرين.
يوم أمس الأول نشرت (الواشنطن بوست) دراسة جديدة تؤكد أن النساء هن الأكثر إصابة بمتلازمة (القلب المكسور)، المُتلازمة القديمة المُتجددة، والتي تأتي نتيجة موجة (حزن شديدة) أو (مُفاجئة) بنسبة 96 %، وربما كانت الأخبار الصادمة مُضرة حتى لو كانت مُفرحة وبنسبة 4%، وهؤلاء يُطلق عليهم ضحايا (القلوب السعيدة)، وكأن الدراسة تؤكد مقولة ( مات من شدة الفرح)، نتيجة الإصابة بضعف عضلة القلب بسبب (مناسبات بهيجة ) مالية أو عائلية أو رياضية.
نحن هنا لا نتحدث عن أدبيات الروايات الغرامية، بل ننقل حال من يرقدون على (الأسرة البيضاء) وغرف العمليات تحت مرض (Broken Heart Syndrom )، الحزن الشديد، والفرح الشديد يؤديان إلى (كسر القلب) وضعف عضلته تحديداً، الأعراض الأولية - كما يصفها الأطباء - تتمثل في (ضيق بالتنفس، آلام بالصدر، شعور بالغثيان)، ربما تستمر لتتطور لاحقاً إلى متلازمة مُزمنة، وربما يتم الشفاء والتخلص منها خلال عدة أسابيع، المُحزن أن 3 % يموتون بسبب متلازمة (القلب المكسور) والتي لا يُلقي لها ناقلوا الأخبار الاجتماعية وأخبار الوفيات أي بالٍ في مجتمعنا !
القضية قد تتجاوز سرعة نقل خبر (عابر) عبر شبكات التواصل، إلى ما يُشبه جريمة (قتل غير متعمد)، لن تُرفع بالتأكيد في المحاكم، ولكن الضمائر الحيّة هي من (ستُحاكم)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.