فيصل أكرم
لولا دوارٌ حول رأسي
كنتُ لم أعدم طريقاً للوقوفْ
لولا الظروفْ
ما كنتُ أمشي، كلَّ عمري
باحثاً عن ضائعٍ بين الحروف.
(هل ضاعَ غيرُكَ في الطريق؟
قال الذي قابلتُهُ بينَ المخابئ والبريقْ
فخسرتُ كلَّ الصمتِ كي أفضي إليهِ
بكلّ رعشةِ قاصرٍ:
أنا لم أكن كالعابرينَ الآخرينْ
أنا كنتُ في وقتٍ أخيرٍ،
كانَ لي رقمٌ، ولي صوتٌ ودَمْ
لكنَّ معركةً هناكَ
خسرتُ فيها كلَّ رقمٍ جاءَ بي
وخسرتُ صوتيَ والقدمْ.
هل كانَ غيرُكَ في الطريق؟
قال لي،
وأنا أمدُّ له الخواتمَ، في انشطارٍ
بينَ كونيَ والعَدَمْ.
هل ظلّ غيرُكَ في الطريق؟
قال لي، وأنا أفتّشُ في المقابر والألمْ.
أينَ الطريقُ؟ يقولُ لي
وأنا ألوّحُ، من مكانيَ، بالمناديلِ التي ورثتْ من النسيانِ ذاكرةَ القَسَمْ).
يا أنتَ، قلتُ
رأيتهُ،
قد كانَ ينظرُ، ثم أجهشَ في صياحٍ
وابتسمْ:
ماذا تقولُ الآنَ لي؟
سأقولُ لا، لكَ، إنما سأقولُ لي:
لولا الندمْ
ما كنتُ أعرفُ أنني مثل الضحايا،
حين تصفعني المرايا،
بانكساراتِ الجمودِ أو ارتعاشاتِ الصَّنمْ.
وسنقولُ، في أسفٍ، معاً..
سنقولُ، في خجلٍ: نَعَمْ
(كنا نصرّحُ بالحقيقةِ، إنما
ما كانَ يكتبها القلَمْ).