ناهد باشطح
فاصلة:
((كلّما ازداد الإنسان غباوة، ازداد يقيناً بأنه أفضل من غيره في كل شيء))
- علي الوردي «مهزلة العقل البشري»-
هل عقولنا حرة أم مقيدة؟
العقل ليس حرا بل مقيد كما يقول د. علي الوردي بثلاثة جوانب «نفسية، اجتماعية، وحضارية».
أما الجانب النفسي فقيوده العواطف والاتجاهات التي يختزنها العقل الباطن ولا يعرف لها الإنسان تفسيرا، وقيود الجانب الاجتماعي تظهر في انتماء الإنسان لجماعة أو بلد وينساق بأفكاره إليها، بينما تنطوي قيود العقل الحضارية في اشتراك الجماعات في القيم والأهداف ضمن حضارة معينة.
ولا يستطيع العقل التحرر إلا إذا نبذ الخوف من فهم المختلف عنه.
والأحكام المسبقة، لذلك من أراد أن يكون تفكيره سليما فعليه ان يتحرر من برمجة عقله القديمة لكثير من الأفكار. وعليه ألا يمرر أي فكرة خارجية بتقديسه استنادا إلى قائلها من البشر الذين قد ينتهجون بتخطيط أو دون تخطيط السيطرة على عقله.
إعمال العقل يعني الشك وعدم قبول أي فكرة دون محاولة فهمها.
وهذا ما لا يتعلمه صغارنا في المدارس وشبابنا في الجامعات.
وهو نهج معظم المجتمعات العربية في تنشئة الأفراد على الإذعان للسلطة الوالدية والمدرسية وفيما بعد ضياع العمر في البحث عن قيم كالحرية والمساواة.
سجن العقل بسيطرة أيا كان نوعها من قبل المجتمع توقف وتعطل قدرته على الفهم ومن هنا يسهل انقياده.
صفحة الطفل البيضاء التي وصف بها الغزالي الطفل حتى نخط فيها القيم التي نريد هي بالضبط عقولنا حينما لا نختار لها الحرية بل نختار بإرادتنا سجنها بإغراقها في جهل من نوع خاص لا يتشابه مع جهل المعلومات،انما هو جهل المعرفة جهل القدرة على استعمال العقل في التفكير والتدبير وليس الإذعان إلى ما يعرض علينا لمجرد تقديسنا لقائله.
لم يعد هذا زمن التقديس لأي من الشخصيات العامة أو مصادر المعرفة بل هو زمن الثبات على القيم الدينية من منبعها القرآن والسنة وماعدا ذلك على العقل أن يفتش عن صحته.