إبراهيم بن سعد الماجد
قلتُ وأقول دوماً إن سياسة بلادنا (المملكة العربية السعودية) عدم التدخل في شؤون الدول, وعدم السماح لإعلامها بمهاجمة الآخرين، حتى وإن قام إعلام الآخرين بمهاجمة بلادنا, إلا عندما يصل الأمر منتهاه.
في ظروف كثيرة كانت المملكة العربية السعودية الدولة المتسامحة الصافحة العافية, حتى على مستوى القيادة؛ فنرى قادتنا يعفون عن دول وأشخاص، نالوا منهم شخصياً. كل ذلك يحصل نتيجة السياسة الحكيمة التي لا ترى في إثارة البغضاء والشحناء، خاصة بين الأشقاء، أي مصلحة أو منفعة، بل بالعكس تماماً: فُرقة وبُعد وتدخل للغرباء.
تحملت في سبيل ذلك الكثير, وغضت الطرف كثيراً, وأحسنت الظن في أناس لم يكُنْ حسن الظن تجاههم إلا ليؤدي للمزيد من سوء العمل.
واليوم، والحديث في الداخل والخارج عن هذا السلوك العدواني من قِبل إيران، وما فعلته من جريمة تجاه أرض سعودية، هي سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد, وما حدث من تخريب ونهب متعمد, أجد الحديث عن تذكير العالم بخرق إيران لكل المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية أمراً واجباً على كل الإعلام الحر.
لقد قامت إيران في بادرة سيئة، وخرق واضح، في بداية ثورتها عام 1979، عبر مجموعة من المدفوعين من قِبل الحرس الثوري، باحتلال السفارة الأمريكية في طهران، واحتجاز 52 موظفاً أمريكياً لمدة 444 يوماً!!
وفي عام 1987 تعرضت السفارة السعودية في طهران لهجوم لا يختلف عما تعرضت له مؤخراً.
وفي عام 2011 تعرضت السفارة البريطانية كذلك لاقتحام من قِبل مليشيات الحرس الجمهوري.
ولا ننسى ما تعرض له السفير السعودي في واشنطن آنذاك عادل الجبير من محاولة اغتيال عام 2011، التي ثبت ضلوع إيران فيها.
كما أن ما حدث في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس من تفجير للمركز اليهودي عام 1994 كان من عمل المخابرات الإيرانية.
والحديث عن جرائم إيران يطول.. وما مملكة البحرين عنا ببعيد، وما حصل بها من أحداث، كانت إيران تقف خلفها بكل وقاحة. وكذلك ما تم ضبطه في دولة الكويت من أسلحة وذخيرة هائلة، كانت لإيران اليد الطولى فيها من خلال مليشياتها في لبنان والخونة داخل الكويت.
في إفريقيا لإيران وجود كبير، ومحاولة ضخمة لتحويل سُنة هذه القارة إلى المذهب الشيعي، من خلال استغلال فقرهم. وهذه ممارسة غير أخلاقية. وقد كان للسودان نصيب الأسد من هذه الحملة القذرة، التي أنقذ الله السودان منها أخيراً بطرد السودان الملحق الثقافي، ومن ثم طرد السفير الإيراني.
سِجل حافل بنقض المواثيق والأعراف الدولية والدبلوماسية يحيط بهذه الدولة، التي هي بالفعل دولة مارقة وخارقة ومعتدية. إن العالم مطالَب اليوم أكثر من قبل بتطويع هذا النظام المارق، وكبح جماحه؛ لدرء فساده ومفاسده، التي طالت كل العالم، شرقيه وغربيه.
إيران تدعم كذلك الجماعات المتطرفة، بدءاً من القاعدة التي كانت ممراً ومأوى لكثير من عصاباتها وقادتها, وانتهاء بتنظيم داعش الإرهابي الذي طال أذاه كل الدول المحيطة ما عدا إيران!! مما يؤكد أن هذا النظام وهذا التنظيم شركاء في كل ما يحصل من إجرام وخراب.
الدعوة لتوحيد الصف العربي والإسلامي والعالمي تجاه هذا النظام صارت طلباً ملحاً، وأي تهاون به سيزيد من معاناة العالمَيْن العربي والإسلامي, بل العالم أجمع.