حميد بن عوض العنزي
* مناورة (رعد الشمال) التي تستضيفها بلادنا كأهم حدث من نوعه تشكل أهمية بالغة على عدة اصعدة وفيها رسائل بأكثر من لغة، ومما لاشك فيه ان البعد الاستراتيجي يشكل رؤية جلية في هذا التعاطي الذي فأجاء الكثير من دول العالم من خلال المحاور المتعددة التي لعبت دوراً مؤثراً في كل معطيات وخلفيات (رعد الشمال) لاسيما مع الأحداث الخطيرة والمتسارعة التي تحيط بالمنطقة، ولهذا فإن توقيت رعد الشمال جاء دقيقاً ومطمئناً لدول المنطقة المناصرة للسلام، وفي نفس الوقت محذراً دول أخرى ممن كانت تعتقد أن لعبة (الفوضى) التي تمارسها ستبقى مستمرة وهذا ما تمثله ايران بسياساتها العدوانية.
* من أهم الدروس المستفادة من هذه المناورة، القدرة الفائقة للمملكة على استضافة واستقبال هذا العدد الهائل من القوات بأفرادها ومعداتها وهو ما يؤكد أن بلادنا ولله الحمد على قدر عال من الاستعداد للتعامل مع كافة الاحتمالات والظروف، إضافة إلى التخطيط الدقيق في الممارسة العسكرية المبنية على دراية وإلمام كامل بالعمل القيادي والفني العسكري والتكيف مع كافة المتطلبات بالوقت والكيفية المناسبة.
* والدلائل التي تحملها رعد الشمال كبيرة ومتعددة الأوجه سياسياً وعسكرياً، وقد أثبتت قدرة المملكة على التحرك واستقطاب القوى المعتدلة من خلال التعامل السياسي المتزن والناضج، ووفق أهداف واضحة للجميع بعيداً عن التلون والبراغماتية وهو ما جعل موقف المملكة قوياً ويحظى بهذا الدعم اللامحدود المتمثل بمشاركة أكثر من20 دولة جميعها أعلنت دعمها للمملكة واتخذت قراراً بإرسال نخبة من قواتها للمشاركة في هذا التمرين العسكري الهام، الذي يأتي في وقت تقاتل فيه قواتنا المسلحة على الحد الجنوبي نصرة لإخوتنا في اليمن، وأسراب طائراتنا تصل تركيا لنصرة اخوتنا في سوريا ،وهذه المواقف التاريخية للمملكة ستبقى ناصعة على مر الزمن وليسجل التاريخ حقيقة المواقف النابعة من الاخوة الاسلامية الحقيقية، وكل هذا يجعلنا نفاخر ببلادنا وقيادتنا.. حمى الله بلادنا من كيد الاعداء ونصر قواتنا المسلحة اينما كانوا.