ناهد باشطح
فاصلة:
((تغيير السرير لا يشفي الحمّى))
-حكمة إنجليزية-
صرحت جامعة الملك سعود في الإعلام الورقي والجديد أنها ستحقق في مقطع الفيديو الذي نشره أحد المواطنين من خلال لقائه بأحد العمالة في مقر أسبوع المهنة وهو يرمي السير الذاتية للمتقدمين للوظائف في حاوية النفايات.
حاولت من خلال زيارة ابنتي لمقر أسبوع المهنة ومن خلال البحث في موقع «تويتر» أو محركات البحث الحصول على معلومات لكن مع الأسف المعلومات شحيحة ولا تجيب عن السؤال الذي أبحث عنه.
هل بالفعل تم إهمال السير الذاتية للمتقدمين؟ هل هي شركة واحدة أم الوضع عام؟ كيف يطلب من المتقدمين التقديم أون لاين ومقطع الفيديو يتحدث عن أوراق؟
أقول ذلك لأوضح خطورة دور المواطن المتلقي الذي جعلت منه وسائل الإعلام الجديد صحفيًا لكنه بطبيعة الحال لا يعرف قواعد المهنة ولا يدرك خطورة نشر الأخبار دون التأكد من صحتها، أو ما الذي يمكن أن يسببه نشره لمقطع فيديو أو صورة التقطها من جهازه المحمول من البلبلة والتشويش في المجتمع.
صحافة المواطن التي لها عدة أسماء ومصطلحات تستخدم في الوسط الإعلامي مثل الصحافة التشاركية (participatory journalism)، والإعلام مفتوح المصادر (open-source media)، والإعلام الديمقراطي (democratic media)، وصحافة الشارع (street journalism)، والإعلام البديل (alternative media)، والصحافة الشعبية (grassroots journalism) بدأت في الانتشار لدينا لكن حسب علمي لم تخصص لها الصحف مساحة أو ما يطلق عليها منصات.
لكن بعض الصحف في الغرب تطلق تطبيقات وتخصص في مواقعها مساحة للمتلقي أن يصبح مراسلاً، بل وتشيد بهذا النوع من الصحافة في صحافتها الورقية مثل صحيفة «ليبراسيون» التي نشرت في أحد اعدادها مانشيت الصفحة الأولى بعنوان كبير: «كلنا صحفيون» في إشارة إلى انتشار ظاهرة المدونات وصحافة المواطن، هي تفعل ذلك لاهتمامها بالصحفي المواطن لكنها من جهة أخرى كيف يمكنها ألا تسهم في الأضرار بالمهنة من حيث التأكد من مهنية المتلقي الذي أصبح بين يوم وليلة صحافي وربما مشهور؟
ما زال الوقت مبكرًا للحكم على صحافة المواطن فيما إذا سيتولد عنها نظرية جديدة أو فيما إذا تحول الصحفي التقليدي إلى صحافي مواطن ولكن بأدوات مختلفة... إلى ذلك الوقت أتساءل: كيف يمكن للإعلام التقليدي التعامل مع ثورة الصحافي المواطن!!
ولعلنا ننتظر نتيجة التحقيق الذي وعدت جامعة الملك سعود بفتحه للتأكد من صحة خبر مواطن تحول إلى صحافي.