د. عبدالرحمن الشلاش
« خيرنا لغيرنا». العبارة بين التنصيص تسمعها من بعض من أعمى الله بصائرهم إما بالجهل المتراكم في عقولهم، أو التبعية لأصحاب التوجهات اللا وطنية، أو عمى الألوان الذي يعانونه فلا يرون إلا ما يوافق أهوائهم، أو يخدم أهدافهم الخائبة.
تسمعها حين تقدم المملكة وانطلاقا من واجبها تجاه أشقائها وأصدقائها المساعدات أو فرص العمل للوقوف بجانب شعوب تعاني الأمرين من كوارث ومجاعات وفقر واحتلال أو أنها حرمت العيش الكريم من حكومات غير عادلة ومنصفة.
هؤلاء لم ينصفوا قادة هذه البلاد المباركة حين وقفوا مع الشعب الفلسطيني وما زالوا، ومع بقية الشعوب العربية والدول المجاورة لتخليصها من القهر والطغيان دون منة منها. وقفات حكومة ووقفات شعب تثبتها حملات التبرعات على مدى سنوات طويلة لأهل غزة ولبنان وغيرهما من الديار.
يرددون مثل هذه العبارات في محاولات يائسة لتضليل الرأي العام، لكنهم لا يدرون أنهم يدينون أنفسهم فالمملكة توازن في سياساتها الداخلية والخارجية منذ تأسيسها على يدي المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله فهي في خضم اهتمامها بالداخل لا تهمل واجباتها ولا تتخلى عن مسئولياتها وأدوارها الإقليمية والدولية المميزة والتي جعلت منها واحدة من أهم دول العالم وبالذات في منطقة الشرق الأوسط.
لنترك بصمات السعودية خارجيا فهي لا تحجب بمنخل وأعمى البصر وليس البصيرة يشاهد ويدرك ما يقدم فكيف بمن منحه الله البصر إلى جانب البصيرة. في الداخل تنمية لا مثيل لها شرقا وغربا، شمالا وجنوبا لكن من ينتقدون بقلوب سوداء لا يرون الصور الجميلة فقط يحاولون النفاذ من ثقب إبرة كي يخدشوا تلك الصور الجميلة.
لذلك نستطيع القول ونحن نرى بأبصارنا وبصائرنا أن خيرنا في بلادنا ولو أردنا أن نضرب الأمثلة ربما نحتاج لموسوعة بمجلدات ضخمة لكن لا يمنع أن نذكر كل جاحد وكل منكر للفضل بشيء يسير جدا مما تنعم به هذه البلاد المباركة بفضل الله أولا ثم جهود الدولة ثانيا.
وصلتني رسالة رائعة صاغها مواطن مخلص تعبر عن واقع هذه البلاد في كل الأحوال تقول، شمال رعد ووعد، وجنوب حزم وعزم، وغرب عبادة ووفادة، ووسط نجد ومجد. . لله درك يا وطن.
وفي تغريدة صاغها مواطن متيم بوطنه وما أكثر هذه النوعية يقول، السعودية دوما سباقة. . صاحبة ريادة. . صمتها قمة سيادة. . غضبها يقلق الساسة. . والعقول المنقادة. . مشاعر أبثها لمن يحب هذه الأرض فقط. لست مسئولا عن عاهات البقية.
هذه المشاعر الوطنية وغيرها كثير لكل من يرى الخيرات في بلاده عن يمينه وشماله وليست من العاهات التي لا تمثل في المنظومة سوى عبء ثقيل، لا تريد أن ترى هذه البلاد التي تحولت وهي في قلب الصحراء إلى دولة عصرية تنعم بالأمن والمدن العالمية والطرق السريعة والجامعات وأرقى المكتبات والمستشفيات والمدارس والمزارع والمصانع والأسواق التجارية الضخمة. . آلاف الوظائف وآلاف المبتعثين.
إذا كانت كل هذه الخيرات والنعم في وطننا فلسنا بحاجة كي نرد أكثر على كل أعمى امتلأ قلبه بالحقد والحسد و أفنى عمره في السعي المذموم لمحاولة تشويه صورة وطن العزة والشموخ.