د. عبدالرحمن الشلاش
الإرهابي عبد الرحمن بن عبدالله بن سليمان التو يجري الذي فجر نفسه في مسجد الرضا بالأحساء قبل أيام كان أحد الموقوفين على أثر تجمعات ما سمي آنذاك بحملة فكوا العاني في أحد الميادين العامة بمدينة بريدة في أواخر عام 2012م، ثم أطلق سراحه بسبب صغر سنه مع مجموعة من النساء والأطفال المغرر بهم شفقة من الدولة بحالهم وضعف عقولهم.
وقبل التو يجري كان الإرهابي يوسف بن سليمان بن عبد الله السليمان، وهو من الذين فجروا مسجد الطوارئ في عسير أحد فروخ حملة العاني ذاتها، وأطلق سراحه لصغر سنه وتغليب احتمال أن يكون من المغرر بهم كغيره من النساء والأطفال وصغار الشباب ممن تأثروا بما كان ينشر عبر حسابات وهاشتاقات مشبوهة استغلت بخبث قضية عدد من المدانين والمتهمين بجرائم ونشاطات الفئة الضالة من المنتسبين لتنظيم القاعدة الإرهابي.
فروخ تجمع فكوا العاني كبروا ولم يعودوا صغاراً، وهذه عينات للأسف تشربت هذا الفكر الخبيث وانطلقت من تجمعات لتمضي قدماً في تنفيذ ما يحث عليه من يقفون خلف هذا الحطب الهائل من الشباب المغرر بهم والمدفوع لمصير مجهول حوافزه في ذلك أن ما سيقوم به من قتل وإزهاق لأرواح بريئة سيدخله الجنة، وكأن الجنة التي أعدها الله للمتقين تفتح أبوابها للمجرمين والسفاحين والقتلة، ومن يغتالون روح الإنسان المسالم الذي لا هم له سوى العيش بسلام وتدبير عيشه وعيش أبنائه وتأمين مستقبلهم والعناية بهم ليكونوا مواطنين يخدمون بلادهم وينفعون أنفسهم دون أن يدور بخلده وهو متجه للصلاة أن ثمة مجرم أو مجموعة من المجرمين متربصين في بيت الله لاغتياله وتحطيم آمال أسرته دون أن يقترف ذنباً أو جريمة!
العودة إلى تجمع فكوا العاني، وأسماء كل من شاركوا فيه بات ضرورة من ضرورات أمن هذا الوطن الغالي فقد أظهرت الأحداث أن هذه البؤرة ما زالت حية قائمة، وإن كان قد شارك في العمليات الإرهابية داخل المملكة عدد محدود منهم فإن هناك من غادروا للانضمام لداعش والقاعدة ومعظمهم من صغار السن وبعضهم ذهبوا بمباركة أهلهم، وما زال التوجس من بقايا ذلك التجمع قائماً، ومن يهون الأمر فهو مخطئ فهؤلاء تشربوا الفكر الخارجي العفن، فهم يرون هذا المجتمع المسلم ما بين عاصٍ ضال ومداهن ومنافق وكافر، أما هم فليسوا سوى صفوة مختارة.
بهذا الفكر يعيشون بيننا ولو تمكنوا من رقاب الناس لقتلوهم جميعاً، يجدون خلف الكواليس من يدفعهم ويفتي لهم ويحرضهم ويشد من أزرهم ويسهل لهم المهام لتجنيدهم ليتحولوا لأدوات خطرة جدا تفجر المساجد والتجمعات، وتقتل بهدف الإخلال بالأمن وضرب اللحمة الوطنية وإشاعة الفوضى في بلاد الأمن والسلام لتنفيذ أجندات خائبة بائسة قد لا يدركها بعضهم كونها سياسات خفية عن هؤلاء الأغبياء الرعاع من القطيع، ولا يعلمها إلا قادتهم القابعون في كواليس المشاهد المروعة يديرون تلك العقول الخاوية والخربة!
فكوا العاني أي أطلقوا سراح السجين حتى ولو كان مجرماً قتل الأبرياء. بقايا هذا التجمع من الفروخ الصغيرة يكبر مع الزمن بفكره الخرب وهو بحاجة لوضعه تحت المجهر على الأقل!