جاسر عبدالعزيز الجاسر
في وقت تشهد المنطقة أشد حالات التوتر لكثرة نقاط القتال في أكثر من جهة، وفي خضم زيادة تدخل الأعداء الذين انتهجوا سبل توظيف العملاء لخوض معارك الوكالة، انطلق في مدينة خالد العسكرية بحفر الباطن التمرين العسكري (رعد الشمال) الذي تشارك فيه عشرون دولة من أهمها وأكثرها امتلاكاً للقدرات العسكرية في المنطقة العربية، سواء من حيث العدد والعدة؛ إذ إن العشرين دولة عربية وإسلامية وصديقة، وقوات درع الجزيرة هي القوات الأكثر قوة في المنطقة من حيث امتلاكها العتاد العسكري النوعي من معدات ومعدات عسكرية متنوعة متطورة، إذ تمتلك هذه الدول أفضل الطائرات المقاتلة من طرازات مختلفة تعكس الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به هذه القوات.
قوات كبيرة للعشرين دولة تشارك وحداتها في هذا التمرين الكبير بألوية منتقاة من سلاح المدفعية والدبابات والمدرعات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية، في محاكاة تعد الأعلى درجات من التأهب القصوى لجيوش العشرين دولة المشاركة في التمرين.
بدء التمرين وبالكثافة التي حققتها مشاركة عشرين دولة وبأعداد كبيرة من القوات، وتنوع الأسلحة، وهو ما يمثل أكبر حشد عسكري بعد الحشد الذي شهدته نفس المدينة العسكرية في معركة (عاصفة الصحراء) وهذا التمرين يعد رسالة واضحة من المملكة والدول المشاركة بأنها تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، كما أن مشاركة كل هذه الدول العربية والإسلامية والصديقة تأكيد على وحدة الأهداف والرؤى لدى هذه الدول وترسيخ للعديد من الأهداف التي تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والعالم.
والأهمية السياسية والاستراتيجية لتمرين رعد الشمال هو التماثل الزمني والمكاني والحالة التي عليها المنطقة ومشاركة عشرين دولة من دول لها ثقلها السياسي والعسكري، وفي منطقة حفر الباطن التي تعد من خطوط التماس في الخليج العربي مما يجعل للموقع أهمية استراتيجية لن تغيب عن الذين يحللون الأبعاد السياسية والعسكرية لهذا التمرين، والذي يجسد رغبة المملكة في التصدي لمحاولة اختراق العدو الطائفي والعنصري لجدار الأمن العربي والإسلامي، ومشاركة الدول العشرين تؤكد أن هذه الدول تتفق تماماً مع رؤية المملكة في ضرورة حماية السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة وفق الرؤية والنهج الذي تسير عليه لصد محاولات اختراق الأعداء.