عثمان أبوبكر مالي
رغم كل ما يتعرض له رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد من نقد قاس وهجوم كاسح وتعريض منوع و مبالغ فيه؛ إلا أنه يبدو أن المقعد الذي يقتعده كرسي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم جميل ووثير وفخم، والمنصب حلو ومغرٍ جدا، ولذلك تهافتت اسماء رياضية كثيرة وجاهرت برغبتها في الترشح لمنصبه قبل أن يصبح شاغرا، وقبل مايزيد على ستة أشهر من موعد إجراء الانتخابات المقرر لها (رسميا) في الثلث الأخير من شهر أغسطس القادم، بل إن هناك مساعي تبذل ومحاولات (للضغط) على مجلس إدارة الاتحاد ليتنازل عن الأشهر الأخيرة من فترته، ويقدم موعد الانتخابات، وذلك يدل على مدى عجلة ونهم بعض المرشحين ورغبتهم الجامحة نحو الكرسي قبل وقته، حتى وإن تذرع البعض منهم بمبررات مغلفة بالتنظيم وعدم الرغبة في تداخل الانتخابات مع انطلاقة الموسم الرياضي الجديد، وهو أمر ليس منطقيا، فلو كان موعد الإنتخابات أبكر قليلا أوكثيرا، لظهر من يطالب بتأجيلها، وعدم إقامتها وسط الموسم، وتكون الحجة عندها، ان لايتحمل الاتحاد الجديد وزر وأخطاء المجلس المنتهية فترته، لذلك فالصحيح ـ من وجهة نظري ـ هو الالتزام بالنظام وماتضمنته اللوائح.
الجري خلف المقعد الوثير والمغري والنهم ظهر من شرائح مختلفة، وشخصيات متباينه، بعضها لاتنطبق عليهم شروط الرئاسة المحددة في المادة (32 /4) في (النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم) وتحديدا فقرة هامة فيه؛ تشير إلى أن المرشح (يجب ان يمتلك (خبرة نشطه) في مجال كرة القدم، لا تقل عن خمس سنوات لمن يحمل مؤهلا جامعيا، ولاتقل عن 15 عاما لمن يحمل الثانوية العامة أو ما يعادلها) وأرى أن مقصود (الخبرة النشطة) تخرج غالبية الأسماء التى أعلنت حتى الآن ترشحها، فبعضها وإن انطبقت عليه الشروط وامتلك (الخبرة) في سنوات مضت إلا أنها أصبحت (خامدة) بابتعادها لمدة تقارب السنوات نفسها أو أكثر عن (العمل النشط) في الأندية أو في مجال كرة القدم محليا ودوليا، وبالتالي، فهؤلاء نظاماً خارج نظامية الترشح.
فئة أخرى، من أصحاب النهم والجري خلف المقعد الوثير تظهر في بعض من أعلنوا أو أبدوا رغبة في الترشح للرئاسة من أعضاء مجلس الإدارة الحالي، وهؤلاء حتى وإن اكتملت الشروط فيهم، إلا أنه يتوقع ان تكون (الثقة) فيهم انعدمت فقد كانوا جزءا من (منظومة) العمل في المجلس الحالي وأداروا شئون الاتحاد، وبالتالي (تطولهم) كل الانتقادات والهجوم والتعريض الذي تعرض له رئيس الاتحاد، فقد كانوا جزءا من العمل والمشكلة، وبالتالي، لايتوقع أن تكون لديهم الحلول أو أن يأتي على أيديهم التغيير المطلوب والمنتظر من الاتحاد القادم (الجديد) والذي يريده الوسط الرياضي خاليا من (الشوائب) وجديد (ونظيف) بكل ما في الكلمة من معنى.
كلام مشفر
· آخر من يفترض أن يفكروا في ترشيح أنفسهم لرئاسة الاتحاد الجديد أياً من أعضائه الحاليين، خاصة من تولوا مناصب (قيادية) وكانوا إما من صناع القرار أوالتنفيذيين الرئيسيين، فقد كانوا جزءا من المشكلة ولم تكن لديهم الحلول.
· وإذا كانت الانتقادات التى توجه للمجلس الحالي صحيحة ودقيقة فإنه يفترض انها كشفتهم وأظهرت قدراتهم، وبالتالي يجب أن تطولهم تلك الانتقادات وتشملهم، أما من يرى أنهم ربما لديهم ما يقدمونه وادخروه لمناصب أعلى؛ تصبح المشكلة أكبر ففي ذلك (طعن) في نزاهتهم وأمانتهم وعملهم بإخلاص في المجلس المنقضي.
· من أكثر الأمور أهمية التى سيكون لها دور وتأثير في انتخابات المجلس الجديد (لجنة الانتخابات) التى سيتم تشكيلها بالانتخاب من الجمعية العمومية، وهنا يصبح التشكيل الجديد للجمعية العمومية اكثر أهمية وأكثر قوة من خلال أعضائها الـ(47).
· وحتى تعود الجمعية لدورها وممارسة مهامها والقيام بواجباتها الأساسية باعتبارها (تمثل الهيئة التشريعية والسلطة العليا للاتحاد ولها سلطة إصدار القرارات وتعتبر قراراتها نافذة وملزمة) فالأندية معنية بذلك من خلال أعضائها الذين سترشحهم للجمعية ويعتبرون القوة الضاربة بل هم الجمعية؛ على اعتبار أن عددهم (41) عضوا، فلايخرج عنهم سوى (الأعضاء الحكوميين) ممثلي اللجنة الأولمبية وعددهم خمسة أعضاء، ورئيس رابطة دوري المحترفين.
· رسالة واضحة ومكررة قدمها يوم أمس جمهور نادي الإتحاد في مباراة فريق كرة القدم (آسويا) أمام الفريق الأردني الوحدات باحتشادهم الكبير وملئهم جنبات استاد (الجوهرة) عن بكرة أبيها، بعد شراء التذاكر قبل يومين من موعد المباراة، الرسالة تتجاوز النادي والشأن المحلي، فهل استوعبها (من يهمهم الأمر)؟!