عثمان أبوبكر مالي
(لسنا دعاة حرب، لكن إذا قُرعت طبولها فنحن جاهزون لها).. عبارة موزونة مقصودة مشهورة، أطلقها (الوجه الدولي للبلد) صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية (السابق) - يرحمه الله -.
العبارة الخالدة، ليست قاعدة سياسية أو حربية، وإنما هي قاعدة (وطنية) تُطبق في جميع مجالات الحياة، وإن اختلفت الأسباب وتفاوتت الدرجات، فالإنسان السعودي بطبعه (تربّى) على الصبر والتحمُّل وسعة البال، وأخذ ذلك من حكامه وقادة بلاده، وهذا ليس كلاماً إنشائياً وإنما حقيقة تجسّدها الأحداث والتقلبات والقضايا والمواقف الوطنية في كل مجالات الحياة، والأدلة والبراهين شواهد في (ربيع) أو خريف، حرب أو سِلم.
آخر الأدلة والشواهد؛ الوقفة الحاصلة هذه الأيام على صعيد العلاقة بين المملكة ودولة الفرس والمجوس وفي كل المجالات، بما فيها المجال الرياضي، وهو موضوعي.
لقد هبَّ الرياضيون جميعاً ووقفوا وقفة رجل واحد مع رغبة الأندية السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا، ومطالبتها بأن تكون مواجهاتها في البطولة مع الفرق الإيرانية على أرض محايدة؛ ذلك (المشروع) الذي كان الأمير عبد الرحمن بن مساعد (عضو شرف نادي الهلال ورئيسه السابق) أول من أطلقه ونادى به، فتلاقفه الرياضيون بمختلف ألوان شعاراتهم وانتماءاتهم وخلعوا جميعاً شالاتهم وارتدوا شعار البلد ليصطفوا جميعاً خلف المطلب الوطني دعماً لأبناء الوطن وحماية لهم، واستباقاً لأي تجاوزات وأحداث ومخالفات وتعريض للاعبينا عند مشاركتهم في مباريات البطولة على ملاعب المجوس.
من قبل سجلت الأندية السعودية وخلال السنوات الماضية على الملاعب الإيرانية، ما يقارب (80) تجاوزاً وخروجاً عن الأخلاق والآداب والروح الرياضية بل والإنسانية، وتعرض اللاعبون ومرافقوهم في بعثات الأندية، للإيذاء والأخطار والهجوم والتعريض بحياتهم قبل المباريات وأثناءها وبعدها؛ من ساعة الوصول إلى المطار إلى لحظة المغادرة، وإذا كان ذلك يحدث في ظروف عادية وطبيعية جداً، فما بالنا وماذا نتوقع في ظل (التغذية) الرسمية الكبيرة من الحكومة (الرافضة)، والتعبئة المقصودة التي يقوم بها الحرس (الهمجي) الثوري ضد الحكومة والشعب السعودي؟.. وإذا كانت البعثات الدبلوماسية التي لها في كل العالم (حصانة) دولية وشرطة ورجال أمن خاصون بها؛ لم يسلموا ولم تنج مقراتهم الرسمية من الاعتداء والتجاوز والهمجية، فما الذي نتوقعه في ملاعب رياضية، واللاعبون في ساحات مكشوفة تعلوهم جماهير مفلوتة و(مدربة) شُحنت رسمياً وسط تساهل وتآمر أمني متوقع واضح ومكشوف وفاضح؟
كلام مشفر
) كل المباريات التي تُقام للفرق السعودية في المدن الإيرانية تشهد حملاً للافتات المسيّسة والشعارات الدينية المسيئة، وتقذف عبر المايكات كلمات السباب والشتيمة والألفاظ العنصرية، بينما تُرمى وتمتلئ أرضية الملعب بالمقذوفات اليدوية والألعاب النارية الحارقة والممنوعة، وذلك في أهدأ حالات التنافس بين فرق الدولتين، والتي لا تشهد خروجاً إلا من طرف واحد، فأي حال نتوقع ونتصور في الظروف الراهنة؟
) أذكر أنني سألت زميلاً كان مرافقاً لأحد الفرق السعودية قبل موسمين في مباراة في إيران، وتعرّض الفريق للضغط وأشكال مرسومة من أعمال العنف والممارسات العلنية في ملعب المباراة، شملت كامل البعثة لتخويف الفريق ولاعبيه قبل المباراة وأثناءها، سألته عن الوضع وكيف يصفه، وكان سؤالي للاطمئنان فقال باختصار: (الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود) ولم يكن مبالغاً في ذلك، وإنما هو وصف حقيقي لما يحدث وتتعرض له البعثات السعودية عندما تلعب في إيران، طوال السنوات الماضية.
) حرب ضروس سيدخلها الاتحاد السعودي لكرة القدم ضد المجوس عبر أروقة الاتحاد الآسيوي لكر القدم، لتحقيق لنجاح والوصول إلى الهدف والمطلب (الوطني) وستكون الخطوة الأولى التي يجب السعي إليها، قبل التفكير أو النظر في طلبات أخرى، فالمهم الآن أن نحمي لاعبينا، قبل أن ياتونا أو بعضهم (لا سمح الله) في توابيت.
) السعي نحو إقامة المباريات هو مطلب عادل يجب التمسك به، ولا يجب أن نضعف موقفنا ومؤيدينا بطلب إعادة قرعة المجموعات، حتى وإن كان لغرب آسيا فقط، ذلك سابق لأوانه، ولعله يكون مطلباً يجب العمل والسعي له في النسخة القادمة من البطولة، ويمكن أن يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، وسنجد (داعمين) له خليجياً وآسيوياً، لكن هذا ليس وقته.
) حتى على صعيد التحكيم يجب الانتباه، ورفض أي طاقم إيراني يقوم بإدارة أي من مباريات فرقنا في البطولة أمام الفرق الآسيوية الأخرى على ملاعبها، في أي من مراحل البطولة، ذلك أيضا يفترض أن يكون له طلب رسمي من الأندية واتحاد الكرة.