عثمان أبوبكر مالي
انتهت فترة التسجيل الشتوية لتسجيل اللاعبين المحترفين في الأندية السعودية، وقدَّمت كل أندية دوري عبداللطيف جميل المستندات المطلوبة التي يحق لها بموجبها تغيير محترفيها غير السعوديين، والتعاقد مع محترفين جدد، والتجديد أو التمديد مع لاعبيها المحليين الذين انتهت أو قاربت عقودهم على الانتهاء باستثناء ناديي الاتحاد والنصر، وحتى النصر استطاع الاستفادة من النظام، وإعادة محترفه البرازيلي (ماركينوس)؛ ليبقى الاتحاد النادي الوحيد من بين فرق دوري عبداللطيف جميل الذي لم يسجل لاعباً، ولم يستفد من النظام، فيعيد مثلاً لاعبه سيف سلمان (المنتهية إعارته)، الذي ما كان ليعود ولديه مستحقات (قديمة) لم تصرف.
ما حدث أمر متوقع للمتابع الحصيف، والمدرك لحقيقة ووضع النادي وإمكانيات الإدارة من حيث القدرة و(الملاءة) المالية ومزاعم الميزانية المفتوحة، وآمال العقود الاستثمارية الضخمة التي تأكد الجمهور كله بعد عامين كاملين أنها ليست سوى (فشنك) وأكاذيب، عرف بها (القاصي والداني).
الذين يقولون أو يعتقدون أن الإدارة الحالية (صرفت) على النادي مبالغ مالية كبيرة، أو سددت الديون من ميزانيتها، لا يستطيعون إثبات ذلك، أو تقديم كشف به. والحقيقة هو أن الصرف الذي تم جاء من (الدخل) الذي حصل عليه النادي من المصادر المعتادة والمعروفة والدعم الشرفي، ويبلغ مجموعه ما يفوق (120) مليون ريال، جاءت من دخل المباريات بما يقارب 40 مليون ريال، ومن ثم المداخيل الأخرى كحقوق النقل لتلفزيوني (قبل القرض) 23 مليون ريال، وعشرة ملايين المكرمة الملكية، وحصة رابطة دوري المحترفين 15 مليوناً، وأصول مشروع جزر البندقية و(سلفة) شركة صلة (التي ستسترد لاحقاً) وتبرعات أعضاء الشرف مثل المقيرن وانمار الحائلي (المعلن منها وغير المعلن)، والقرض البنكي الذي كان مخصصاً للديون الخارجية السابقة التي بها شكاوى لدى الفيفا ومحكمة (الكاس)، وثبت رسمياً أن أجزاء كبيرة منه استُخدمت لتسديد مصاريف جديدة للنادي على الإدارة الحالية، وسيظهر قريباً إذا ما فُتحت الأوراق والملفات من قِبل جهة (محايدة)، وعقدت الجمعية العمومية بطريقة صحيحة و(نظامية)، كم كبدت هذه الإدارة النادي من خسائر، وكيف كبلته بالديون الجديدة، وأقلها (القرض البنكي) الذي حجز مستحقات النادي من النقل التلفزيوني طوال السنوات الخمس القادمة، بمباركة الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ما حدث يثبت ما يقوله كثير من الاتحاديين أن الإدارة التي جاءت وهي ترفع شعار (إدارة الإنقاذ) كذبت على الجماهير، ولم تفلح في تحقيق أي شيء من وعودها الزائفة، وإدارة النادي بعيدة عن المسؤولية، وبددت سمعتها، وهي ليست إطلاقاً إدارة الإنقاذ، وإنما هي تستحق أن يطلق عليها إدارة (الإفلاس).
كلام مشفر
· على مقربة من الاتحاد هناك إدارة إفلاس أخرى في نادي الوحدة، التي حولت النادي إلى (حراج)، وعرضت عقود بعض أبرز أسمائه للبيع لتجاوز الأزمة والمأزق. ورغم أن الإدارة لم تتشدق بالشيك المصدق أو الميزانية المفتوحة إلا أن ما تقوم به يعني استمرار الفريق في سقوطه ودورانه في حلقة مفرغة.
· منذ وقت مبكر ظهر للمتابع الحصيف لنادي الاتحاد، الذي يشغّل عقله، أن أوضاعه تسير إلى اتجاه عكسي، وغير مناسب أو متوافق مع طموحات جماهيره العريضة وسقف طموحها المرتفع، الذي يتجاوز الإدارة من حيث الفكر والقدرة و(الملاءة) المالية والإدارية.
· توقف مباريات الدوري ضرب الإدارة الاتحادية في مقتل؛ فقد أوقف أكبر وأهم مداخيل النادي، المدرج الوفي هو من كان يصرف على النادي. سابقاً كان (آل الشيخ وابن محفوظ)، الأول توقف، والثاني تُوفي، فأصبح النادي (مكشوفاً).
· أول مرة تمر فترة تسجيل على نادي الاتحاد ولا يسجل محترفاً أو يستقطب محلياً أو يجدد أو يمدد مع لاعب في كشوفاته. في أسوأ المرات سابقاً كان يتم التأخر إلى آخر لحظة، لكن التسجيل يتم بطريقة أو بأخرى. أيضاً، هذه أول مرة سيلعب فيها الفريق ما تبقى من الموسم بنصاب ناقص من لاعبيه المحترفين غير السعوديين!
· في فترة التسجيل الصيفية كان (الأكشن) اتحادياً، بعد أن (تعطل السستم) عند بوصوفة، وفي الفترة الشتوية جاء الأكشن أيضاً اتحادياً؛ فقد عاد لاعبه (الهارب) إلى المنافس التقليدي، ولم يتعطل السستم، لكن مستحقات اللاعبين هي التي تعطلت!
· في أول الموسم تم التفريط في ثمانية لاعبين شباب من (الهرماس الصغير)، هم محمد الصيعري ومنصور شراحيلي ومحمد العمري وطلال عبسي ومعن سلطان وسلطان مندش وهتان باهبري وأحمد الزين. وفي منتصفه يضع الجمهور أياديهم على قلوبهم. وهناك أسماء بارزة انتهت أو شارفت عقودها على الانتهاء، وهي تقول (يا رب سلّم.. يا رب سلّم).