سعد الدوسري
بعد تقديم أوراق اعتماده لباراك أوباما، قال الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، سفير المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إن أولوياته في العمل ستتركز على الدفع بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين إلى آفاق أوسع، وتحقيق تطلعات قيادة المملكة في وضع آليات تؤسس لشراكة إستراتيجية جديدة بين البلدين الصديقين للقرن الواحد والعشرين. وربما لو قال هذا الكلام، سفير غير عبدالله بن فيصل بن تركي، لقال الكثيرون بأنه مجرد صياغة إعلامية جاهزة، لكن هذا الرجل، وبشهادة كل من عملوا معه أو عاصروه، هو الأكثر تلبية لحاجات هذا المنصب الحساس، في هذه المرحلة الحساسة، بل الحساسة جداً.
اليوم، هناك أسئلة لدى المواطن البسيط:
- ماذا تريد أمريكا منا، وماذا نريد منها؟!
وهذا السؤال ليس سؤالاً مترفاً، بل هو في صميم حياة هذا المواطن البسيط، فإبنه يدرس في أمريكا، واحتياجاته الصناعية الأساسية والترفيهية، كلها من أمريكا. رغم ذلك، لا يعرف الأمريكي شيئاً عن السعودي، ولا يعرف السعودي شيئاً عن ثقافة الأمريكي، والثقافة هنا ليست الكتب والروايات فقط، بل كل نمط الحياة. وكل الذين حاولوا أن يكسروا الهوة السحيقة بين الطرفين، لم يفلحوا. ولعل الأمير عبدالله، بما يملك رؤية منظمة واحترافية، ينجح في ذلك، فيحضر ثقافتهم الحقيقية إلى هنا، ويبعث ثقافتنا الحقيقية إلى هناك، عبر سفراء وسفيرات مشتركين، ليسوا موظفين، بل أصحاب رسالة وطنية حقيقية وجادة.