سعد الدوسري
تداولت وسائل الإعلام الاجتماعي مقطع الفيديو الذي يُظهِر عملية القبض على المجرم الثاني، المتورط في التفجير الانتحاري لمسجد الرضا بالأحساء، وأجمع الكثيرون على أن مشهد الهلع والخوف الذي ارتسم على وجهه، يدل دلالة قاطعة على أنه لم يكن بحجم ما أوكل إليه، وأنه كان يريد أن ينجو بنفسه، بأي شكل من الأشكال، أو أن الموقف أفاقه من سباته. ولا شكَّ أن هذا المشهد سيقض مضجع مَنْ خطط لهذه الجريمة القذرة، لثلاثة أسباب: السبب الأول، أن عناصر التنفيذ ليسوا بالكفاءة التي كانوا يظنونها. السبب الثاني، أن القبض عليه سيكون مفتاحاً للكشف عمن جنّدوه، خاصة وهو بهذه الحالة من الرعب. ثالثاً، أن الجهود الإعلامية التي يبذلونها لتصوير عناصرهم كوحوش لا تهاب شيئاً، ستذهب هباءً منثوراً.
على الشباب الذين يظنون أن التطرف والعنف هما الحل للمآزق التي يعيشون فيها، أن يعيدوا التفكير في هذا الأمر، إذ ليس هناك أجمل من الرفق بالنفس وبالآخرين، فهو منجاة من توترات الحياة، ومسلك يقربنا إلى الله وإلى الناس. وما قتل الأبرياء العزل، إلا انحيازٌ للهلاك الدنيوي وهلاك الآخرة، فهذه النفس البريئة جديرة بالحياة وبالفرح وبمناجاة ربها ظهيرة كل جمعة، فلماذا يختار هذا الشاب أن يدمر تلك الحياة بحزام ناسف؟! من أعطاه الحق لكي ينفّذ هذه الجريمة البشعة؟! من هو المستفيد الأكبر من كل هذا، إنْ لم يكن الدين؟!