سعد الدوسري
تحوّلت بعض برامج القنوات التلفزيونية الرسمية، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، إلى منبر إلكتروني فاعل، وصار مشاهدوه الإلكترونيون يتابعونه من خلال أجهزتهم الذكية، وليس من خلال الشاشة المنزلية التقليدية. وباستثناء مباريات كرة القدم، التي لم تنجح الأجهزة الذكية في جذب جمهورها، فلقد غدا التلفزيون وسيلة ترفيه للأطفال في سنواتهم الأولى، ولكبار السن الذين يقضون ساعات طويلة في المنزل أمام الأخبار والبرامج الحوارية. أما الشابات والشباب، فإنهم لا يشاهدون منتجاته بالمرّة، إلا حين يحقق برنامج تلفزيوني شهرة ما، ويتحوّل من الشاشة الفضية إلى الشاشة اللوحية لأجهزتهم المحمولة.
وفي هذا الازدحام البرامجي، صار من الصعب جذب الأجيال الشابة المستهدفة أكثر من غيرها، الأمر الذي جعل بعض القنوات تستثير الغرائز للوصول لهدفها، وهو هدف تجاري في نهاية الأمر. ولا تتوقف الاستشارة الغرائزية على النساء، بل صارت استثارة الفتيات من خلال الشباب يسير بنفس الخط، فتجد مثل تلك البرامج تستضيف الحسناء مرة والوسيم مرة، لتضمن مشاهدة أكبر قدر ممكن من الشباب والشابات.
إنّ الاستهجان الذي لقيه أحد برامج إحدى القنوات الفضائية الخليجية، من قِبل قطاع كبير من شبابنا وشاباتنا في منطقة الخليج، يدل على أنّ مثل هذا الاتجاه لم يعد جاذباً، بل على العكس، مثيراً للاشمئزاز وللسخرية؛ متفقين في الرأي مع القناة المشار إليها التي أوقفت البرنامج.